شهدت مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين G20، المنعقدة بمدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، حضورًا فاعلًا يعكس مكانتها الإقليمية والدولية المتنامية، لاسيما في ظل التركيز المتزايد للقمة على قضايا الدول النامية وأفريقيا، وقد مثل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الرئيس عبدالفتاح السيسي في أعمال القمة، حيث ألقى كلمة تناولت التحديات العالمية وسبل تعزيز التنمية المستدامة.

مصر تعزز حضورها الاقتصادي في قمة العشرين

فمن جانبه أكد الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي، أن مشاركة مصر في قمة العشرين تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز موقعها الاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي، موضحا أن القمة تتيح لمصر منصة مهمة لعرض الفرص الاستثمارية أمام أكبر الاقتصادات العالمية، خاصة في مجالات الصناعة والطاقة والبنية التحتية والنقل.

وأشار الإدريسي في تصريحاته لـ"دار الهلال" إلى أن مشاركة مصر تتزامن مع اهتمام عالمي متزايد بقضايا تمويل العمل المناخي وتخفيف أعباء الديون، وهي ملفات ذات أولوية للدول الصاعدة، ونوه إلى أن القمة تمنح مصر فرصة حقيقية لتوسيع شراكاتها التجارية، بما يدعم الصادرات المصرية ويعزز وصولها إلى التكنولوجيا الحديثة والأسواق العالمية.

كما شدد الإدريسي على أن مشاركة مصر تعزز دورها المحوري في القارة الأفريقية، بما يدعم التجارة والاستثمارات الإقليمية ويعزز مكانتها كأحد أهم الاقتصادات الصاعدة في القارة.

تعزز الشراكة الاقتصادية بين دول مجموعة العشرين

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور أشرف غراب أن مشاركة رئيس الوزراء في القمة، نيابة عن الرئيس السيسي، تعكس الدور المركزي لمصر في تعزيز الشراكة الاقتصادية مع دول مجموعة العشرين، خاصة بعد انضمام الاتحاد الأفريقي رسميًا للمجموعة.

وأوضح غراب أن دول مجموعة العشرين تمثل 80% من حجم التجارة العالمية و85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يجعل القمة نقطة انطلاق مهمة لزيادة الاستثمارات الأجنبية في مصر. وأضاف أن اللقاءات المكثفة لرئيس الوزراء مع نحو 40 ممثلًا من كبريات الشركات العالمية والمؤسسات البحثية تعزز فرص الاستثمار ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى السوق المصرية.

وأشار غراب إلى أن القمة تفتح الباب أمام مصر للحصول على أدوات تمويل ميسرة لدعم العمل المناخي، وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، فضلًا عن تعزيز مكانتها السياحية وجذب مزيد من الوفود من دول المجموعة.

مدبولي في الجلسة الرئيسية

خلال كلمته في جلسة “النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وبناء الاقتصادات ودور التجارة وتمويل التنمية وتحديات الديون”، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن العالم يمر بمرحلة دقيقة تتطلب دورًا أقوى لمجموعة العشرين في قيادة ملفات الاقتصاد العالمي.

ودعا مدبولي إلى تعزيز التمويل الميسر من خلال إنشاء آليات مالية جديدة، وتطوير قدرات مؤسسات التمويل الدولية، مع إتاحة تمثيل أوسع للدول النامية داخل منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وأشار رئيس الوزراء إلى ضرورة إصلاح منظومة الديون العالمية عبر آليات شاملة ومستدامة تراعي تحديات الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مؤكدًا أهمية الحفاظ على منظومة تجارية متعددة الأطراف تعتمد على قواعد حاكمة وتقوم منظمة التجارة العالمية بدور محوري فيها.

السلام والتنمية… رؤية مصرية شاملة خلال القمة

ربط مدبولي خلال كلمته بين السلام والتنمية، مستشهدًا بمساهمة "قمة شرم الشيخ للسلام" في وضع حد للحرب في غزة وفتح آفاق جديدة نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا.

ورحب مدبولي بقرار مجلس الأمن الصادر في 17 نوفمبر بشأن غزة، مؤكدًا أهمية تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعامل مع المأساة الإنسانية في القطاع، خصوصًا ما يتعلق بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار، ودعم حل الدولتين.

وأعلن استعداد مصر لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، داعيًا دول مجموعة العشرين للمشاركة الفعالة.