رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.. كيف تحمي حساباتك من الابتزاز والعنف الالكتروني؟| خاص

25-11-2025 | 09:18


الابتزاز والعنف الالكتروني

فاطمة الحسيني

مع انطلاق فعاليات حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، يتصدر العنف الإلكتروني  قائمة المخاطر الحديثة التي تواجه النساء والفتيات في العالم الرقمي، فمع انتشار مواقع التواصل وتزايد الاعتماد على الهواتف الذكية، أصبحت الفتيات أكثر عرضة للابتزاز، والتنمر، وسرقة البيانات، وهي ممارسات قد تترك آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة، ومن منطلق ذلك نستعرض مع خبير أمن معلومات،  كيف يمكن للمرأة والفتاة تأمين حساباتهن والوقاية من أي شكل من أشكال العنف الإلكتروني، إلى جانب التعرف على أبرز صوره المنتشرة.

ومن جهته قال الأستاذ الدكتور وائل بدوى، عضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأكاديمية البحث العلمي، أنه مع توسع الفضاء الرقمي، تحولت حياة النساء والفتيات إلى مساحات مزدوجة، واحدة  للفرص، وأخرى للمخاطر، و لم يعد العنف مقتصرًا على الشارع أو المنزل أو المدرسة، بل أصبح الهاتف الذكي نفسه مدخلًا لتهديدات مستمرة، قد تأتي من مجهولين، أو من أقرب الناس، ورغم أن الإنترنت أتاح قوة صوت المرأة وانتشارها، إلا أنه فتح أيضًا أبوابًا واسعة للعنف الرقمي الذي قد يبدأ بتعليق جارح، ويصل إلى ابتزاز، تشهير، مراقبة، وتهديدات مستمرة.

وأضاف أن العنف الالكتروني، هو كل سلوك عدائي أو مؤذي يمارس عبر الإنترنت أو الهواتف الذكية بهدف إيذاء المرأة نفسيًا أو اجتماعيًا أو ماديًا، ويختلف الشكل، لكن النتيجة واحدة: ألم، خوف، ضغط، وانعزال، أي استخدام للتكنولوجيا للإيذاء، سواء عبر تهديد، إهانة، تشهير، تجسس، اختراق، تنمر أو ابتزاز، وهذه الممارسات ليست مشاكل بسيطة أو مضايقات عابرة، بل أنواع عنف موثقة قانونيًا، يعاقب عليها بقوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية والابتزاز، ومن أهم أشكاله ضد المرأة ما يلي:

-الابتزاز الإلكتروني، وهو أكثر أشكال العنف انتشارًا وخطورة، ويبدأ غالبًا من صور شخصية تم الحصول عليها بالثقة ثم استغلالها، واختراق هاتف أو حساب، او علاقات عاطفية انتهت بشكل سيئ، أو انتحال شخصية المرأة للحصول على صور أو محادثات، ويهدف المبتز إلى الحصول على أموال، أو إجبار المرأة على علاقة، أو إذلالها.

-التنمر الإلكتروني، ويظهر في التعليقات الجارحة، أو السخرية من الشكل أو اللباس، أو التشكيك في السلوك أو السمعة، أو حملات التشويه المتعمدة، وقد يؤدي إلى اكتئاب، عزلة اجتماعية، واضطرابات في الثقة بالنفس.

-التتبع أو المراقبة الإلكترونية، ويشمل:مراقبة الحالة، وتتبع آخر الظهور، والأسئلة المتكررة عن المكان، والاختراق أو الوصول غير المصرح للرسائل، وتتبع الموقع الجغرافي عبر تطبيقات، وهذا النوع يهدف إلى السيطرة والتحكم وإشعار المرأة بالخوف المستمر.

-انتحال الهوية والتقليد، حيث يقوم الشخص بعمل حساب مزيف باسم المرأة، أو استخدام صورها، أو نشر محتوى قد يشوه سمعتها، وهذا يؤثر بشدة على السمعة الاجتماعية والوظيفية.

-التسريب غير الرضائي للصور، من خلال تسريب أو تهديد بتسريب صور وفيديوهات خاصة، وهو جريمة كاملة، حتى لو كانت الصور غير فاضحة.

-اختراق الحسابات والأجهزة، والحصول على صور، ورسائل، وبريد إلكتروني، ملفات شخصية، وغالبًا من خلال روابط خبيثة أو كلمات مرور ضعيفة.

-الرسائل المسيئة والملاحقة الإلكترونية، وتهديدات مباشرة أو غير مباشرة، رسائل مهينة، أو ملاحقة مزعجة دون توقف.

وأكد أن الابتزاز الالكتروني، يستهدف بشكل كبير النساء، نتيجة بعض القيود الاجتماعية التي تتعرض لها المرأة في المجتمعات العربية تحاسب اجتماعيًا بدرجة أكبر، وهذا يجعلها هدفًا للمبتز لأنه يضمن خوفها من الفضيحة، وثقافة لوم الضحية، واستغلال الثغرات العاطفية، حيث أن كثير من حالات الابتزاز تبدأ من علاقة ثقة مع شخص قريب، وليس من مجهول، وضعف الوعي الأمني من خلال استخدام كلمات مرور بسيطة أو نفس الرقم في كل حساب.

وأوضح العديد من النصائح التي من خلالها تحمي المرأة حساباتها من العنف والابتزاز الإلكتروني، وأجملها في النقاط الاتية:

-تأمين كلمات المرور، واختيار كلمات مرور طويلة مع رموز وأرقام وحروف، وعدم استخدام اسمك، تاريخ ميلادك، أو رقمك، وتغيير كلمة المرور كل 3–4 أشهر، واستخدام مدير كلمات مرور موثوق.

-تفعيل المصادقة الثنائية، وهي ميزة ترسل رمزًا للهاتف عند تسجيل الدخول، وهذه الخطوة وحدها تمنع 90% من محاولات الاختراق.

-عدم مشاركة الصور الخاصة مع أي شخص، لأن أعلى نسب الابتزاز في العالم تأتي من أشخاص كانوا موضع ثقة سابقًا.

-إيقاف الموقع الجغرافي، وتعطيل خاصية GPS للتطبيقات التي لا تحتاجها، عدم إرسال الموقع لأي شخص غير موثوق، وعدم نشر مكانك الحالي على وسائل التواصل.

-التأكد من صلاحيات التطبيقات، بعض التطبيقات تطلب الوصول للكاميرا والميكروفون، وقائمة جهات الاتصال، وهي ليست بحاجة لها بالأساس.

-استخدام البريد الإلكتروني الآمن، وتجنب الضغط على الروابط الغريبة، وعدم فتح رسائل من مصادر مجهولة.

-تأمين حسابات التواصل الاجتماعي، وتفعيل الخصوصية، وتحديد من يرى منشوراتك، وإغلاق خاصية من يمكنه البحث برقمك، ومنع ظهور الحساب في محركات البحث، ومنع الرسائل من الحسابات الجديدة أو المزيفة.

-مراجعة الأجهزة بانتظام، وفحص الجهاز ببرامج مضادة للفيروسات، وإزالة التطبيقات المجهولة، والتحقق من حسابات متصلة بالجهاز.

-تواصلي مع جهات متخصصة، والتي توفرها الدولة المصرية، ومنها خط نجدة الطفل 16000، ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، ووحدة الجرائم الإلكترونية، ومؤسسات المجتمع المدني المعتمدة.

-لا تخبري أشخاصًا غير موثوقين، حتى لا تزداد الدائرة وتتحول المشكلة إلى ضغط اجتماعي.

-يجب استشارة مختص نفسي عند الحاجة، حيث أن بعض حالات العنف الإلكتروني قد تسبب، صدمة وضغوط نفسية وفقدان ثقة، واضطراب علاقات اجتماعية.