رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


من القاهرة إلى لواندا.. أوروبا وأفريقيا تحتفلان بمرور 25 عامًا على الشراكة الاستراتيجية

25-11-2025 | 11:15


الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي

دار الهلال

اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في (لواندا) عاصمة أنجولا أمس الإثنين؛ للمضي قدمًا في الالتزام القوي الذي قُطع في القاهرة قبل 25 عامًا يقضي بضرورة العمل معًا من أجل السلام والازدهار والتنمية المستدامة والفرص الجديدة.

جاء ذلك في تقرير نشره الاتحاد الأوروبي صباح اليوم الثلاثاء تعليقًا على قمة لواندا الحالية التي شهدت مشاركة كل من رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إلى جانب الممثلة العليا للشئون الخارجية كايا كالاس.

وذكر التقرير أن القمة الحالية تُبرز، إلى جانب اجتماع قادة أوروبا وأفريقيا الأسبوع الماضي على هامش أول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على أرض أفريقية، الدور المحوري لأفريقيا على الساحة العالمية. ومع تغير العالم، يجب أن تتطور شراكتنا وتنمو بشكل أوثق.

وخلال القمة، قالت فون دير لاين:" قبل 25 عامًا، في قمتنا الأولى بالقاهرة، قررت أوروبا وأفريقيا بناء مستقبل مشترك معًا. واليوم، في لواندا، نحتفل بروح القاهرة. ونرتقي بالشراكة الفريدة بين أوروبا وأفريقيا إلى مستوى جديد. مع مشاريع جديدة في إطار مبادرة البوابة العالمية، وهي خطة الاستثمار الأوروبية لعالم أكثر تواصلًا، نفتتح عهدًا جديدًا في التجارة والتعاون بين سوقينا. وسنعزز تعاوننا في مشاريع الطاقة النظيفة والمواد الخام الأساسية التي تعزز سلاسل القيمة وتخلق فرص عمل قيّمة. هكذا تبني أوروبا شراكات حقيقية ودائمة".

ومن خلال مبادرة "البوابة العالمية"، حشد الاتحاد الأوروبي بالفعل- حسبما ورد بالتقرير- 120 مليار يورو لمشاريع عديدة في جميع أنحاء أفريقيا. وقد طُرحت استثمارات وخبرات واسعة النطاق، لا سيما من خلال 138 مشروعًا رائدًا ضمن "البوابة العالمية" مع أفريقيا في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة الخضراء وممرات النقل والرقمنة وأنظمة الرعاية الصحية والتعليم وتنمية المهارات. ويستمر الاتحاد الأوروبي في السير بخطى ثابتة نحو تجاوز الهدف الأولي البالغ 150 مليار يورو بحلول عام 2027.

وانطلاقًا من ذلك، أكد التقرير أن القادة التزموا بدفع التعاون بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي خطوةً للأمام من خلال تعزيز التكامل الاقتصادي؛ حيث وقّعت المفوضية الأوروبية مذكرة تفاهم مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية "AfCFTA"، مصحوبةً بتمويل جديد بقيمة 25.5 مليون يورو. ويهدف ذلك إلى ربط السوقين الموحدتين الشاسعتين معًا- وهما سوق أوروبا وسوق أفريقيا. كما تدعم أوروبا بالفعل التكامل الاقتصادي لأفريقيا من الداخل، بمبلغ 1.2 مليار يورو عبر برامج متعددة. وستُسهم مذكرة التفاهم الجديدة في تعزيز الحوار التجاري والاستثماري بين الجانبين.

كذلك، تم الاتفاق على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية والمواد الخام الحيوية عبر حزمة إضافية بقيمة 600 مليون يورو خُصصت لدعم استثمارات البنية التحتية ودراسات الجدوى للممرات الاستراتيجية، مع التركيز على مشاريع المواد الخام الحيوية.. وأخيرًا، احتضان الثورة الرقمية حيث سيُقدّم برنامج "فريق أوروبا" 43 مليون يورو إلى جسر الابتكار الرقمي بين أفريقيا وأوروبا لتعزيز ريادة الأعمال الرقمية في 14 دولة أفريقية، كما سيساهم الاتحاد الأوروبي أيضًا بمبلغ 122 مليون يورو إضافية في برنامج Finnfund Global Connect، منها 32 مليون يورو لتوسيع الكابلات البحرية وشبكات الألياف ومراكز البيانات وأنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول في أفريقيا.

وأضاف التقرير أن قمة لواندا بحثت أيضًا جهود تسريع تمويل المناخ والتحول نحو الطاقة النظيفة، مع الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يُعد أكبر مُقدِّم عالمي للتمويل العام للمناخ، وفي إطار هذا الالتزام، يدعم الاتحاد مبادرة فريق أوروبا بشأن التكيف مع تغير المناخ والقدرة على الصمود في أفريقيا، مما يرفع مساهمته في فريق أوروبا إلى 3.4 مليار يورو. بالإضافة إلى ذلك، استضاف فون دير لاين ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا فعالية التعهدات النهائية لحملة "توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا"، والتي جمعت 15.5 مليار يورو للطاقة النظيفة وتوفير الكهرباء في جميع أنحاء القارة الأفريقية. وقاد الاتحاد الأوروبي جهود التعهدات، بأكثر من 15.1 مليار يورو.

وتابع أن الكتلة ضخت استثمارات جديدة بقيمة 94 مليون يورو في الشركات الناشئة ورواد الأعمال في غانا وجامبيا وكوت ديفوار ومالي والسنغال والنيجر وبوركينا فاسو وغينيا وأوغندا ومدغشقر والكاميرون وسيراليون.

كما التزم القادة بتعزيز جهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي في المناطق المتضررة من النزاعات مثل منطقة البحيرات الكبرى وتعزيز عمليات السلام التي تقودها أفريقيا، مثل تلك الموجودة في الصومال أو ضد جماعة بوكو حرام. ومن المنتظر أن يعمل الجانبان على تعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني والبحري والفضائي.

وأخيرًا، أكد الاتحاد الأوروبي - في تقريره - أن قمة الأمس اتاحت فرصةً للقادة لتقييم التقدم المحرز منذ القمة الأخيرة في عام 2022. وكما هو موضح في تقرير الرصد المشترك الذي سيُنشر في وقت لاحق من اليوم، فقد حقق الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي عددًا من الأولويات المشتركة في مختلف مجالات السياسة.