رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أطباء بلا حدود: أزمات الوقود في مالي تهدد الخدمات الطبية

25-11-2025 | 20:56


منظمة أطباء بلا حدود

أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها البالغ إزاء تراجع قدرة المرضى على الوصول إلى المرافق الصحية وتدهور جودة الرعاية في عدة مناطق من مالي، خاصة تلك الأكثر تضرراً من أزمة الوقود المتصاعدة.
وأكدت المنظمة، في بيان لها اليوم الثلاثاء، ضرورة ضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية الأساسية، في وقت تتقلص فيه مشاريع التنمية والمساعدات الإنسانية بسبب خفض التمويل.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار جماعة نصرة الإسلام والمسلمين منذ سبتمبر المنصرم في استهداف شاحنات نقل الوقود ومنع دخول الإمدادات القادمة من دول الجوار، مثل ساحل العاج وغينيا والسنغال، إلى العاصمة باماكو ومدن أخرى بينها سيجو وكوتيالا وموبتي. وأسفرت الهجمات والكمائن على قوافل الوقود ومرافقيها العسكريين عن اضطرابات واسعة في الإمدادات الحيوية، ما انعكس بشكل مباشر على عمل المرافق الصحية.

وفي العاصمة باماكو، تسبب نقص الوقود—رغم عدم وصوله إلى انقطاع كامل—في انخفاض القدرة التشغيلية للمستشفيات. وسجّل مستشفى بوينت جي الجامعي، حيث تدير أطباء بلا حدود مشروعاً لعلاج السرطان بالشراكة مع السلطات الصحية، تراجعاً بنسبة 15% في استشارات سرطان الثدي وعنق الرحم، يُرجح أنه مرتبط بصعوبة تنقل المريضات.

كما أدى التوتر في حركة الواردات إلى زيادة الضغط على المستلزمات الطبية، ما قلل من توفر العلاجات الأساسية وأبطأ وتيرة تقديم الرعاية. وفي مكاتب المنظمة بالعاصمة، اضطرت الفرق إلى تقليص التنقلات، وترشيد استخدام المولدات، واعتماد العمل عن بُعد في بعض الحالات.

وتفاقمت الأزمة في بلدة نيونو بمنطقة سيجو شرق البلاد، حيث أصبحت محطات البنزين شبه خاوية. وتعتمد المنظمة على مخزونها الاحتياطي لدعم مراكز الصحة المجتمعية ومركز الإحالة الصحي في البلدة، وهو مخزون لم يتبقَّ منه سوى ما يكفي لشهر واحد حتى 24 نوفمبر الماضي.

وفي مركز الإحالة الصحي، تسبب تقنين الوقود في اضطراب تشغيل المولدات، التي تعمل عادةً 13 ساعة يومياً لضمان استمرار الكهرباء. وللتخفيف من حدة الأزمة، ركّبت أطباء بلا حدود نظاماً للطاقة الشمسية يوفر 10 ساعات يومياً من الكهرباء لعدد من الأقسام، بينها غرفة العمليات والمختبر وأقسام الأطفال وحديثي الولادة، إضافة إلى توفير مولد صغير لقسم الولادة. أما الأقسام غير المدعومة من المنظمة وتعتمد على الشبكة الحكومية، فتعاني انقطاعات متكررة.

كما تضررت إحالات المرضى من المراكز الصحية المحلية إلى مركز الإحالة، إذ تتولى سيارات إسعاف المنظمة نقل الحالات الطارئة، بينما ارتفعت تكلفة النقل التجاري بشكل كبير، خاصة للمرضى القادمين من نمبالا قرب الحدود الموريتانية.

وتشدد المنظمة على أن استمرار أزمة الوقود قد يفاقم القيود المفروضة على الحصول على الرعاية الصحية، داعية إلى إيجاد حلول عاجلة لضمان بقاء الخدمات الطبية متاحة في جميع المناطق المتضررة.