أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أن إسرائيل يجب أن تنسحب من غزة وإلا فإن الصراع سيستمر، مشدّدًا على أن أي ترتيبات تخص القطاع يجب أن تضمن تمكين الشرطة الفلسطينية من تولي مسؤولية الأمن بالكامل، ومنع أي وجود عسكري أجنبي على الأرض، بما في ذلك القوات الأردنية.
جاءت تصريحات الصفدي خلال مباحثات موسعة عقدها في برلين مع وزير الخارجية الألماني الدكتور يوهان دافيد فاديفول، حيث ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، خصوصًا الأوضاع في غزة والضفة الغربية. 
وقال الصفدي إن الأردن لن يرسل قوات إلى غزة، لكنه مستعد لتدريب الشرطة الفلسطينية والمساعدة عبر مركز التنسيق المدني العسكري، مؤكدًا أن المملكة قادرة على إدخال نحو 250 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع بمجرد رفع القيود الإسرائيلية.
وشدد على أن تثبيت وقف إطلاق النار هو الأولوية الآن، لافتًا إلى أن إسرائيل ارتكبت أكثر من 500 خرق للاتفاق منذ توقيعه، ما أدى إلى استشهاد نحو 340 فلسطينيًا. 
وأوضح الوزير أن ما يدخل من مساعدات إلى غزة لا يتجاوز 20% من احتياجات السكان، فيما يعتمد أكثر من 90% من أهالي القطاع على الإغاثة ولا يحصل معظمهم إلا على وجبة واحدة يوميًا.
وأكد الصفدي أن غزة جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة التي يجب أن تُقام عليها الدولة الفلسطينية .. مشيرًا إلى ضرورة ربط مسار تثبيت الأمن بالعمل على إطلاق أفق سياسي جاد لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين. 
وحذر من خطورة التصعيد في الضفة الغربية، مشيرًا إلى استمرار اعتداءات المستوطنين بواقع سبع إلى ثماني هجمات يوميا، وإلى ضرورة وقف الاستيطان واحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد الصفدي متانة العلاقات الأردنية الألمانية الممتدة لسبعة عقود، مشيدًا بالدعم الألماني للمملكة في مواجهة تبعات الأزمات الإقليمية وفي مشاريع التنمية. 
وأشار إلى أن الأردن وألمانيا يتفقان كذلك في رؤيتهما تجاه سوريا، حيث تعمل الحكومة السورية الجديدة على ترميم ما خلفته سنوات الحرب، مؤكدًا أن استقرار سوريا وأمنها يُعدان جزءًا من أمن واستقرار الأردن.
كما شدد الصفدي على ضرورة احترام سيادة لبنان ووقف كل الأعمال التي تؤدي إلى التصعيد، داعيًا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وعدم التوغل داخل الأراضي اللبنانية. 
من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني قوة العلاقات بين البلدين ودور الأردن المحوري في دعم الاستقرار والإغاثة في غزة، مشددا على أن ألمانيا تعتبر غزة جزءا أساسيًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية.