عيد ميلاد بوسي.. رحلة نجمة صنعت تاريخًا فنيًا لا يُنسى
تحتفل بوسي اليوم بعيد ميلادها، تلك الفنانة التي بدأت مشوارها منذ طفولتها، لتصبح واحدة من أبرز نجمات الدراما والسينما المصرية، وصاحبة رصيد ضخم من الأعمال التي شكّلت وجدان الجمهور ورافقتهم عبر عقود طويلة من الإبداع.
ولدت بوسي في حي شبرا بالقاهرة، وتخرجت في كلية التجارة عام 1977، لكنها كانت قد بدأت مسيرتها الفنية قبل ذلك بسنوات طويلة، حيث ظهرت للمرة الأولى وهي في العاشرة من عمرها في مسلسل "جنة الأطفال"، لتشق طريقًا فنيًا حافلًا بالأدوار المتنوعة بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية.
الحياة الأسرية
تربط بوسي صلة قرابة فنية بشقيقتها الممثلة نورا، أما محطتها الأهم فكانت في حياتها الزوجية حين تزوجت من الفنان الكبير نور الشريف عام 1972، وأنجبا ابنتيهما سارة ومي – التي سارت أيضًا في طريق التمثيل. ورغم الطلاق الذي وقع عام 2006 إثر خلافات، فإن القدر جمعهما من جديد عام 2015 قبل أشهر قليلة من رحيل نور الشريف، لتظل علاقتهما مثالًا للتقدير والاحترام حتى النهاية.
مسيرة فنية غزيرة التنوع
على مدار أكثر من خمسة عقود، قدمت بوسي عددًا ضخمًا من الأفلام التي شكّلت علامات مهمة في تاريخ السينما المصرية. من بين أبرز أعمالها السينمائية: "شيء من الخوف"، "الخيط الرفيع"، "العاشقان"، "حبيبي دائمًا"، "ألو أنا القطة"، "سيقان في الوحل"، "بلاغ ضد امرأة"، "إعدام ميت"، "زمن حاتم زهران"، "لعاب الكبار"، وغيرها من الأعمال التي أكدت من خلالها قدرتها على أداء الأدوار المركبة والرومانسية والدرامية.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد تركت بصمة خاصة لا تُنسى، من خلال أعمال مثل: "خالتي صفية والدير"، "عفوا حبيبتي"، "عفريت القرش"، "رمانة الميزان"، "سامحني يا زمن"، "قيد عائلي"، "البرنسيسة بيسة"، إلى جانب مشاركاتها الثرية في مسلسلات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
كما قدمت بوسي عددًا من الأعمال المسرحية المميزة، من بينها "لوكاندة الفردوس"، "جوليو ورومييت"، "جوازة بمليون جنيه"، و"دلع الهوانم"، إلى جانب مشاركات إذاعية عدة.
رحلة بوسي الفنية ليست مجرد رصيد أعمال، بل تاريخ ممتد لصوت أنثوي قوي في الدراما المصرية، استطاع أن يحفر لنفسه مكانًا ثابتًا في ذاكرة الجمهور، وأن يظل حاضرًا رغم تغيّر الأجيال. اليوم، في عيد ميلادها، يحتفي الجمهور بواحدة من أجمل وجوه الفن المصري وأكثرها تأثيرًا وإخلاصًا لمهنتها.