تحل ذكرى رحيل الفنان الهادئ وصاحب الحضور المميز طارق عبد العزيز، الذي غاب عن عالمنا في 26 نوفمبر 2023، لكنه ترك خلفه مسيرة فنية عامرة بالتجارب الإنسانية قبل الفنية، لم يكن مجرد ممثل تنقل بين الأدوار، بل كان روح مرهفة اتخذ قرارات مصيرية من أجل من يحب، أبرزها اعتزاله التمثيل لسنوات احتراما لرغبة والدته.

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الراحل طارق عبد العزيز، الذي بقي في ذاكرة جمهوره وزملائه كأحد الوجوه المخلصة للفن والمخلصة أيضا لعائلته، وبرغم مشواره الحافل بالأعمال التي رسخت اسمه، إلا أنه مر بمرحلة اتخذ فيها قرارا صادما للجمهور، حين أعلن اعتزاله التمثيل لسبع سنوات كاملة استجابة لرغبة والدته.

وروى الراحل تفاصيل تلك القصة المؤثرة في لقائه السابق ببرنامج واحد من الناس مع الإعلامي عمرو الليثي، قائلا:"أمي قالت لي مش مرتاحة ومش هاخد فلوس منك، فاعتزلت 7 سنين لحد ما هي بدأت تشجعني تاني"، ليبرهن بذلك على عمق العلاقة التي جمعته بوالدته وتأثيرها الكبير في مسيرته.

بدأ عبد العزيز مشواره الفني من مسرح الجامعة قبل أن ينضم إلى فرقة "الورشة"، حيث شارك في أعمالٍ جمعته بكبار الفنانين مثل عبلة كامل، أحمد كمال، سيد رجب، والدكتور محمود اللوزي، واعتبر تلك المرحلة نقطة تحول وخبرة حقيقية صقلت أدواته كممثل.

ورغم مشاركته في أفلام جماهيرية كـ"صعيدي في الجامعة الأمريكية" و"همام في أمستردام"، إلا أنه شعر لفترة بأن الأدوار الصغيرة قد تعطل طريقه، إلى أن جاءته فرصة فيلم "فيلم ثقافي" الذي أحب من خلاله شخصية "بطرس"،بعدها بدأت العروض المهمة تنهال عليه، ومنها مشاركته البارزة في فيلم "أصحاب ولا بيزنس".

رحيل طارق عبد العزيز كان صدمة للوسط الفني، إذ توفي بشكل مفاجئ أثناء تصوير مشاهده في مسلسل "وبقينا اتنين"، بعد تعرضه لأزمة قلبية لم تمهله طويلا، ليفارق الحياة بعد ساعات من نقله إلى المستشفى.