في ذكرى رحيله.. وصية عامر منيب الأخيرة قبل وفاته
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان عامر منيب، أحد أبرز نجوم جيله وصاحب البصمة المميزة في الغناء والتمثيل، والذي غادر عالمنا عن عمر ناهز الـ48 عاما، تاركا وراءه إرث فنيا محببا للجمهور ووصايا إنسانية تكشف جانبا خفيا من شخصيته الحقيقية وأزماته العائلية في أيامه الأخيرة.
يوافق اليوم الأربعاء 26 نوفمبر ذكرى رحيل الفنان عامر منيب، الذي يعد من أبرز نجوم جيله، بعد أن نجح خلال مسيرته في تقديم لون فني خاص به، متفردًا عن باقي أبناء جيله. ورغم أن أعماله السينمائية لم تحقق نفس الضجة التي صنعها نجوم آخرون، فإن أفلامه مثل سحر العيون مع نيللي كريم، والغواص مع الراحل حسن حسني، وكيمو وأنتيمو، وكامل الأوصاف مع رجاء الجداوي، لا تزال تحظى بمحبة الجمهور.
عامر منيب الذي يعود نسبه إلى عائلة فنية عريقة، إذ أنه حفيد الفنانة القديرة ماري منيب، اعتاد منذ طفولته مرافقتها إلى مسرح نجيب الريحاني، مما جعله متعلقًا بالمسرح والفن بكل أشكاله، رغم أن شغفه الأكبر كان بالغناء. وعلى مدار مشواره، حصل على عدة جوائز، بينها جائزة أفضل فيديو كليب عام 2002، وجائزة أفضل مطرب ممثل عن سحر العيون، إضافة إلى جائزة خاصة بعد وفاته من مهرجان الإسكندرية عام 2012.
لكن خلف الأضواء، حملت حياة عامر منيب الكثير من المواقف الإنسانية، خاصة مع بناته اللاتي كان يرفض دخولهن مجال الفن، سعيًا لحمايتهن. وروت ابنته مريم، خلال مداخلة بإحدى البرامج، أن والدها أوصاها بعدم دخول الوسط الفني، تاركًا القرار النهائي لها، كما شدد عليها ألا تتكبر على أحد مهما بلغت من مكانة.
وفي الجانب العائلي، شهدت أيامه الأخيرة خلاف حادا مع شقيقته أمينة، بعد اتهامها بقضايا نصب والاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة، صدر على إثرها حكم غيابي بحبسها ثلاث سنوات، هذا الخلاف كان سببا مباشرا في وصية عامر منيب قبل وفاته، حيث كتب لزوجته إيمان الألفي يطالب فيها بعدم السماح لشقيقته بحضور جنازته أو عزائه، إلا بعد أن تعيد الحقوق لأصحابها وتعلن توبتها.
ورغم رحيله، يظل عامر منيب حاضرًا في ذاكرة جمهوره، بأغانيه الرومانسية وأخلاقه الراقية، وبوصيته التي تعكس صدقه وحرصه على القيم التي عاش بها حتى اللحظة الأخيرة.