أنهت القوات الجوية المجرية انتشارها الذي استمر أربعة أشهر في قاعدة شياولياي الجوية بليتوانيا، ضمن مهمة الشرطة الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لحماية أجواء الحلف فوق منطقة البلطيق. 

وشاركت المجر في المهمة بوحدة تضم أربعة مقاتلات من طراز "جريبن" JAS-39C وحوالي 80 فردًا، بصفتها الدولة القائدة للمهمة منذ أغسطس 2025، إلى جانب وحدة القوات الجوية والفضائية الإسبانية التي شاركت بطائرات "يوروفايتر تايفون".

وخلال فترة الانتشار، حافظت القوات الجوية المجرية على وتيرة عملياتية مرتفعة، مسجلة أكثر من 370 ساعة طيران، ونفذت أكثر من 20 إقلاعًا اعتراضيًا طارئًا (Alpha Scramble) استجابة لأنشطة جوية متعددة بالقرب من أجواء الحلف، بما يعكس جاهزية قوات الناتو ويقظة قدراته الجوية.

وأكد قائد الوحدة المجرية، المقدم بيتر توشير، أن مهمة بلاده في أجواء البلطيق تتجاوز مفهوم الشرطة الجوية، قائلًا إن المهمة “تجسيد يومي لوحدة الحلفاء”، مضيفًا أن تسليم المهمة اليوم يأتي فيما تبقى اليقظة والاستعداد والشراكة “ثابتة وغير متغيرة”.

وعملت المجر خلال المهمة كدولة قائدة بالتعاون الوثيق مع وحدة "يوروفايتر تايفون" الإسبانية في شياولياي والوحدة الإيطالية المتمركزة في قاعدة آماري بإستونيا، حيث ضمنت الدول الثلاث جاهزية دائمة على مدار الساعة لمنظومة الإنذار والاستجابة السريعة (QRA)، بما يعزز الردع والدفاع على الجناح الشرقي للناتو.

وشاركت مقاتلات "جريبن" خلال الانتشار في عدد من المهام والأنشطة التدريبية متعددة الجنسيات، من بينها مهمة تكامل مع قوة المهام القاذفة فوق العاصمة اللاتفية ريجا، ومهمة “الخيار المرن للردع” خلال أحد الإقلاعات الاعتراضية، إضافة إلى الانخراط في مهمة ديناميكية من نوع F2T2 (الكشف والتثبيت والتتبع والاستهداف). كما نفذت تدريبًا على الدعم الجوي القريب ضمن مناورة"الذئب الغاضب" Furious Wolf في شمال إستونيا، وشاركت في معرض البلطيق الجوي في لاتفيا. وعززت الوحدة جاهزيتها كذلك من خلال تدريب متخصص ضمن مناورة Baltic Bikini التي ركزت على العمل في بيئة البلطيق الصعبة، ما ساهم في تعزيز قابلية التشغيل المشترك مع الحلفاء وأبرز مرونة قوات الناتو الجوية.

ومع انتهاء الدور المجري، تنتقل مسؤولية قيادة مهمة الشرطة الجوية في ليتوانيا إلى الوحدة الإسبانية التي وصلت بالفعل إلى موقعها. وتعكس مساهمة المجر خلال الأشهر الأربعة الماضية التزامها المستمر بأمن الحلف وسلامة أجواء منطقة البلطيق، في إطار جهود الناتو لضمان حماية المجال الجوي ضمن منظومة الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة ونشاط "الحارس الشرقي" لتعزيز اليقظة.