أعلن مسؤول بارز في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فيناي براساد، اعتماد نهج أكثر صرامة لإجازة اللقاحات الفيدرالية، مستشهداً باستنتاج فريقه -دون تقديم تفاصيل الأدلة- بأن لقاحات كوفيد-19 أسهمت في وفاة ما لا يقل عن 10 أطفال، وذلك بحسب تقرير داخلي اطلعت عليه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال براساد للموظفين إن الإدارة ستعيد مراجعة إطار العمل الخاص باللقاحات السنوية للإنفلونزا، والنظر فيما إذا كان ينبغي للأمريكيين تلقي لقاحات متعددة في نفس الوقت، وفرض متطلبات صارمة على الشركات لإثبات سلامة وفائدة منتجاتها. وأوضح، على سبيل المثال، أن مصنعي لقاح الالتهاب الرئوي يجب أن يثبتوا أن منتجاتهم تقلل من الإصابة بالمرض وليس فقط تولّد أجساماً مضادة.
كما شدد على أن الإطار الجديد سيتضمن متطلبات صارمة لإجازة اللقاحات للحوامل، مضيفاً أن الموظفين الذين لا يتفقون مع المبادئ الأساسية لنهجه الجديد ينبغي عليهم تقديم استقالاتهم.
ووفقاً لموظفين حاليين وسابقين وخبراء خارج الإدارة، من شأن خطط براساد تحويل عملية الموافقة على اللقاحات التي استمرت لعقود، عبر مطالبة شركات الأدوية بإجراء دراسات أكبر بكثير، ما قد يؤدي إلى تباطؤ الموافقات ويؤثر على تطوير لقاحات جديدة.
كما يمثل تساؤل براساد المستمر حول جدوى إعطاء لقاحات متعددة في نفس الوقت احتمالاً لتغيير الإرشادات الفيدرالية القائمة منذ سنوات، والتي تحدد مواعيد التطعيم للأطفال وتشجع على تلقي لقاحات متعددة للأمراض التنفسية خلال زيارة واحدة.
من جانبه، قال جيسي جودمان، أحد القيادت السابقة في مركز تقييم المنتجات البيولوجية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إن الإرشادات الحالية صارمة بالفعل، وإن الموافقات تتم استناداً إلى أدلة علمية قوية، مشيراً إلى صعوبة تقييم متطلبات براساد من خلال بريد إلكتروني واحد فقط.
كما وصف بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا، خطط براساد بأنها غامضة، مشيراً إلى ضرورة وضوح التغييرات المقترحة لمناقشتها بشكل أفضل.
يذكر أن النهج الجديد يعكس بعض المطالب التي طالبت بها حركة مناهضة اللقاحات بقيادة روبرت كينيدي الابن وحلفائه، والتي تطالب بتوفير مزيد من الأدلة حول سلامة وفعالية اللقاحات، فيما برّر براساد خطته بالاستناد إلى نتائج مراجعة فريقه التي ربطت لقاحات كورونا بوفاة بعض الأطفال.