أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري اليوم /الاثنين/ أن مصر كانت ولاتزال عبر تاريخها الطويل منبعًا للموهبة القرآنية الرفيعة ومهدًا لأندر الأصوات وأجملها في تلاوة القرآن الكريم وعلوم القراءات .. قائلا:"إن البلاد أنجبت طوال تاريخها نماذج فريدة من القرّاء العظام وفي مقدمتهم الشيخ محمد رفعت ، الذي يعد أحد أبرز رموز التلاوة في القرن الماضي".
وأضاف الأزهري - في كلمته بالمؤتمر الذي عقده اليوم بمسجد مصر الكبير لإطلاق النسخة الـ 32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم - أنه على الرغم من أن كثيرًا من المواهب التي سبقت ظهور الإذاعة لم تُسجَّل تلاواتهم بسبب عدم وجود الوسائل التقنية آنذاك ، إلا أن سيرهم العطرة وما نقلته الأجيال عنهم يثبت أن مصر كانت ولاتزال أرضًا ولادة للمواهب القرآنية النادرة..موضحا أن الوزارة اعتادت تنظيم هذه المسابقة سنويًا بمشاركة نخبة من أروع المواهب القرآنية من مختلف دول العالم حيث تشهد كل عام منافسات قوية تُبرز قدرات المتسابقين، وتنتهي بتكريم أصحاب الأصوات الفائقة والأداء المتميز.
وكشف وزير الأوقاف أن النسخة الحالية من المسابقة تحمل اسم أحد أعلام التلاوة المصرية، الشيخ الشحات محمد أنور، تقديرًا لمكانته في عالم التلاوة ولإسهاماته الكبيرة .. مؤكدًا أن إطلاق اسمه على النسخة الجديدة يمثل رسالة تقدير من الدولة المصرية لرموزها القرآنية.
وأوضح الأزهري أن هذا الحدث السنوي يكتسب هذا العام أهمية إضافية بعد تدشين رافد جديد وصفه بـ"حديث الولادة" ، يتمثل في برنامج دولة التلاوة الذي لم يمضِ على إطلاقه سوى ثلاثة أسابيع، ومع ذلك حقق نجاحًا واسعًا وجماهيرية كبيرة منذ ظهوره..مبرزًا العديد من المواهب المصرية النادرة في فن التلاوة.. مؤكدا أن البرنامج جاء ليشكل إضافة حقيقية لمسيرة دعم الأصوات الشابة.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن مسابقة دولة التلاوة تتيح لأبناء مصر التنافس داخليًا لإظهار أجمل الخامات الصوتية وبذلك تصبح (دولة التلاوة) ميدانًا للمنافسات المحلية بينما تظل مسابقة الأوقاف العالمية ساحة للتنافس الدولي بين القرّاء من مختلف دول العالم .. مؤكدا أن هذا التكامل بين المستوى المحلي والدولي يعكس دورًا متكاملًا تقدمه وزارة الأوقاف في اكتشاف ورعاية ودعم المواهب القرآنية، بما ينسجم مع رسالتها الدينية والثقافية على نطاق واسع.
ووجّه الأزهري - في ختام كلمته - الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي على رعايته المتواصلة للمسابقة العالمية للقرآن الكريم..مؤكدًا أن هذه الرعاية تأتي امتدادًا لما يقدمه الرئيس من دعم سنوي لهذا الحدث الدولي..معربا عن اعتزازه العميق بالمدرسة المصرية الأصيلة في تلاوة القرآن الكريم، التي ظلت على مدار أجيال متعاقبة منارة للفن القرآني الأصيل ومصدرًا لإبداع أصوات تُخلّدها الذاكرة العربية والإسلامية.