رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محافظ قنا يناقش خطة الإحياء المتكامل لمنطقة دندرة ضمن مشروع السياحة الريفية

1-12-2025 | 17:35


محافظ قنا

وجه محافظ قنا الدكتور خالد عبد الحليم، بضرورة التركيز على الترويج لسياحة مميزة تعتمد على تقديم تجربة متكاملة للزائر، تتجاوز حدود زيارة المعالم التقليدية لتشمل التجارب الثقافية والبيئية الفريدة، مشددًا على أهمية إشراك المجتمع المحلي في خطط التنمية السياحية، بما يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ويعزز التكامل بين القطاعين العام والخاص لإرساء نموذج تنموي مستدام.

جاء ذلك خلال اجتماع المحافظ اليوم مع فريق عمل شركة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، وممثّلي برنامجي الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مصر (UNDP)، لمناقشة الخطة التشاركية لإعادة الإحياء المتكامل لمنطقة دندرة، ضمن مشروع السياحة الريفية الذي يستهدف تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية متكاملة تجمع بين الهوية التراثية ومتطلبات التنمية المستدامة.

وأكد المحافظ أهمية تطوير الهوية البصرية للمنطقة لتشمل عناصر طبيعية وتراثية مثل المراكب الشراعية ورياضة ركوب الخيل، مع ضمان تحقيق استفادة اقتصادية شاملة لأهالي المنطقة، وتوفير خدمات سياحية داعمة، وإنشاء ممشى تجاري يضيف بعدا جديدا للتسوق والترفيه ويعزز الحركة السياحية، مشيرا إلى ضرورة تحقيق تكامل في الترويج بين دندرة ونقادة وأبيدوس، ضمن رؤية موحدة للسياحة الثقافية في قنا.

وطلب المحافظ من الشركة المنفذة تحديد المواصفات والتكلفة النهائية للمشروع وفق الضوابط العمرانية، مشددًا على أهمية دمج الزراعة بالسياحة عبر تبني استراتيجيات للتنمية المستدامة ترتكز على المنتجات الزراعية المحلية، وتشجيع استثمارات القطاعين العام والخاص في هذا المجال، بما يعزز العائد الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة.

كما وجه المحافظ فريق عمل السياحة الريفية بالمحافظة بمرافقة فريق شركة تكوين على مدار الأسبوع لاكتساب الخبرات اللازمة، تمهيدًا لتعميم تجربة السياحة الريفية في مناطق أخرى بالمحافظة، وكلف محمد حليم مدير إدارة السياحة بعقد اجتماع أسبوعي لمتابعة المستجدات خلال الأشهر الأربعة المتبقية من مدة تنفيذ المشروع، لضمان استكماله خلال الفترة الزمنية المقررة.

تضمن الاجتماع استعراضٍ تفصيلي للمرحلة التحضيرية للمشروع التي شملت جمع البيانات الميدانية وعقد لقاءات مع مفتشي وزارة السياحة والآثار، والأطراف المجتمعية، وأصحاب المشروعات متناهية الصغر، بالإضافة إلى التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني مثل مركز دندرة الثقافي وجمعية تنمية المرأة الريفية ، ومؤسسة النداء ومشروع "موز فايبر". 

كما تم تقديم المسودة الأولية لتقرير سلاسل القيمة الاقتصادية، وخطة السياحة التنافسية، ومقترح الارتقاء البيئي والاعتبارات المناخية ضمن خطة الإحياء المتكامل لقرية دندرة، وتطرّق العرض أيضا إلى مراحل التوثيق وتحليل الوضع الراهن، تمهيدًا لوضع الرؤية النهائية للمشروع وتحديد أهدافه، واقتراح المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر القابلة للتنفيذ داخل المنطقة.

كما ناقش الاجتماع التصميمات المقترحة للجولات والفعاليات السياحية، واحتياجات تطوير المحاور الرئيسية مثل شارع وسط القرية، وشارع الكنيسة، والمنازل المطلة على النيل وكورنيش القرية، بالإضافة إلى شارع المرسى والمنطقة المحيطة بالمعبد، والمسار الزراعي الممتد من منطقة الجميزة وصولًا إلى قرية دندرة.

وفي سياق آخر،عقد محافظ قنا اجتماعا موسعا، لبحث آليات نقل المركز التكنولوجي بمدينة الوقف إلى مقر الوحدة المحلية الجديد بما يضمن رفع كفاءة منظومة الخدمات الأساسية وتطوير بيئة العمل الإداري داخل المركز.

كما تناول الاجتماع موقف المجمعات الخدمية الحكومية ضمن مبادرة حياة كريمة، وتشمل مجمع قرية المراشدة بمركز الوقف، ومجمع قرية أبودياب غرب بمركز دشنا، ومجمع حجازة قبلي، ومجمع خزام بمركز قوص، حيث تم استعراض نسب الإنجاز وآليات تشغيل هذه المجمعات لضمان تقديم خدمات سريعة ومتكاملة للمواطنين.

وكلف محافظ قنا مسئولي المركز التكنولوجي بإعداد ملف تعريفي متكامل لكل مجمع خدمي من المجمعات الأربعة، يوضح طبيعة الخدمات وآليات تقديمها، بما ينعكس على تطوير العمل الإداري، تحقيقًا لأهداف الدولة في التحول الرقمي وتنفيذًا لرؤية مصر 2030، الرامية إلى بناء جهاز إداري حديث وفعّال يقوم على الشفافية والكفاءة ورفع مستوى الخدمة للمواطنين.

وأكد المحافظ أن المراكز التكنولوجية في مدن ومراكز المحافظة تستهدف تفعيل منظومة الشباك الواحد، من خلال فصل مقدم الخدمة عن طالبها، وميكنة الإجراءات وتطوير البنية الرقمية بما يسهم في تحسين الأداء وتيسير الخدمات، إلى جانب رفع كفاءة العاملين وتأهيلهم للتعامل مع الجمهور بشكل يليق.

وفي ختام الاجتماع، وجه محافظ قنا، بعقد اجتماعات دورية لمتابعة سير العمل داخل كل مجمع خدمي، ومراجعة مدى جاهزية المقرات من حيث الأجهزة وأنظمة التشغيل، بالإضافة إلى إعداد ملف كامل يتضمن الخدمات المقدمة داخل كل مجمع، بما يضمن تشغيلًا فعّالًا يلبي احتياجات المواطنين.

على صعيد أخر، كرم محافظ قنا بمكتبه اليوم، الحاجة فاطمة عطيتو، تقديرًا لمسيرتها الملهمة التي عكست أسمى معاني الإرادة والإصرار، وجاء هذا التكريم تتويجًا لرحلة إنسانية بدأت قبل نحو عشرين عامًا، حين التحقت الحاجة فاطمة في سن الستين عاما بفصول محو الأمية، مصرة على تعلم القراءة والكتابة، قبل أن تواصل مسيرتها بإرادة لا تلين حتى تمكنت من ختم القرآن الكريم كاملا وهي في عمرٍ تجاوز الثمانين عاما، في نموذج يجسد قدرة الإنسان على تجاوز قيود العمر وتحقيق ما يطمح إليه.

وخلال الاحتفالية، شدد محافظ قنا على أن قصة الحاجة فاطمة تمثل رسالة ملهمة لكل أفراد المجتمع بأن طلب العلم لا يرتبط بعمر محدد، وأن العزيمة الصادقة قادرة على تغيير مسار حياة الإنسان مهما كانت التحديات، موجها بالاستعانة بها في الندوات التوعوية الخاصة بأهمية محو الأمية، باعتبارها نموذجا واقعيًا يحتذى به وقصة نجاح قادرة على تشجيع الآخرين على بدء رحلتهم التعليمية في أي مرحلة عمرية.

وفي ختام اللقاء، قدم محافظ قنا شهادة تقدير ومساهمة مالية دعمًا لها واعترافًا بتجربتها المضيئة، مؤكدًا حرص المحافظة على دعم النماذج الإنسانية التي تسهم في نشر الوعي والمعرفة، كما ثمن الجهود التي تبذلها جمعية أجيال المستقبل في دعم فصول محو الأمية وتمكين الراغبين في التعليم داخل المجتمع.