رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رئيس جامعة المنصورة يعلن تدشين حزمة من الجوائز للشركات الناشئة والابتكار

2-12-2025 | 20:49


جامعة المنصورة

افتتح رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر، اليوم الثلاثاء، فعاليات يوم التحوّل الريادي من البحث إلى الشركات الناشئة، الذي أُقيم بالقاعة الكبرى بمبنى الإدارة العامة، وذلك ضمن استراتيجية الجامعة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ودعم منظومة نقل التكنولوجيا، وتحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات وشركات ناشئة ذات أثرٍ اقتصادي ومجتمعي.

بدأت الفعاليات - بحسب بيان عن الجامعة- بافتتاح معرض الشركات الناشئة والابتكارات، الذي ضمَّ نماذج مبتكرة ومشاريع طلابية وشركات واعدة من داخل الجامعة وخارجها.

وأعلن الدكتور شريف خاطر، خلال كلمته عن تدشين جائزة جامعة المنصورة لأفضل ثلاث شركات ناشئة من خريجي الجامعة، وهي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات المصرية؛ حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على 500 ألف جنيه، والمركز الثاني على 400 ألف جنيه، والمركز الثالث على 300 ألف جنيه، دعمًا لتحويل الشركات الناشئة المنبثقة عن الجامعة إلى كيانات اقتصادية قادرة على المنافسة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالشباب وتنمية فكرهم.

وفي السياق، أعلن عن إطلاق جائزة أفضل ثلاثة مشاريع بحثية طلابية قابلة للتطبيق، بهدف تحفيز الطلاب على ابتكار حلول عملية قابلة للتنفيذ؛ حيث تبلغ قيمة الجائزة 300 ألف جنيه للمركز الأول، و200 ألف جنيه للمركز الثاني، و100 ألف جنيه للمركز الثالث، بما يعزز توجه الجامعة نحو تحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع واقعية ومستدامة.

وأكد رئيس الجامعة أن دعم الابتكار وريادة الأعمال داخل الجامعة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة تتماشى مع توجهات الدولة لبناء اقتصاد معرفي تنافسي.. مشيرا إلى أن توفير آليات تمويل مشاريع البحث العلمي والشركات الناشئة يمثل ركيزة أساسية لنجاح أي منظومة ابتكارية، موضحًا أن إنشاء صناديق جامعية أو مجتمعية لتمويل الأبحاث التطبيقية والشركات المنبثقة عنها، إلى جانب تعزيز التعاون مع المستثمرين وروّاد الأعمال ورجال الصناعة، يوفر بيئة داعمة قادرة على مساندة تلك الشركات في مراحلها الأولى.

وأضاف أن الجامعة تتبنى رؤية واضحة تجعل الابتكار جزءًا أصيلًا من استراتيجيتها؛ بحيث تتحول الأفكار البحثية إلى مشاريع اقتصادية، وتتحول مخرجات العلم إلى شركات متنامية قادرة على المنافسة، مؤكدًا أن تحقيق اقتصاد المعرفة يستلزم منظومة متكاملة تستثمر في العقول، وتضع الشباب والباحثين في صدارة أولوياتها.

واستعرض نائب وزير التعليم العالي للبحث العلمي والابتكار الدكتور حسام عثمان، خلال كلمته، الدور المحوري الذي تضطلع به الدولة في تمكين منظومة الابتكار الوطنية، مؤكدًا أن الربط بين البحث العلمي والاقتصاد المعرفي أصبح ركيزة أساسية لدعم تنافسية الاقتصاد المصري، وإتاحة الفرصة أمام الباحثين لتحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة ذات أثر تنموي.

وأشار إلى أن الدولة تمضي بخطوات واضحة نحو ترسيخ سياسة وطنية متكاملة للابتكار المستدام، تعد الأولى من نوعها في مصر، وتهدف إلى تعزيز القدرات الابتكارية لمؤسسات التعليم العالي، وتحسين بيئة الأعمال، وتنويع مصادر التمويل، بما يضمن تحقيق عوائد اقتصادية مباشرة من مخرجات الابتكار.

كما أكَّد أهمية مبادرة "تحالف وتنمية" بوصفها إطارًا رئاسيًّا داعمًا لدمج المؤسسات التعليمية في خطط التنمية الإقليمية، عبر مشاريع تطبيقية تعكس احتياجات كل إقليم وتستثمر قدراته.

وأضاف نائب الوزير أن تلك السياسات والمبادرات تمثل نقلة نوعية في دعم الموهوبين والمبتكرين، وتهيئة بنية مؤسسية قادرة على تحويل الأبحاث إلى منتجات وخدمات حقيقية، مع تعزيز ريادة الأعمال داخل الجامعات والمعاهد، باعتبارها مسارًا رئيسيًّا لتحقيق رؤية مصر 2030 وبناء اقتصاد معرفي تنافسي.

من جانبه، أكَّد نائب رئيس جامعة المنصورة الدكتور طارق غلوش أن جامعة المنصورة تتبنى رؤية طموحة تقوم على الدمج بين البحث العلمي والابتكار والصناعة، مشيرًا إلى أن تصدُّر الجامعة لمؤشرات الابتكار والصناعة في تصنيف "تايمز" 2025 يعكس نجاح هذه الرؤية وترسخها.

وأوضح أن الجامعة لا تحتفي بالشهادات فقط، بل تفخر بالنجاحات الحقيقية التي خرجت من معاملها وتحولت إلى شركات ناشئة عالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المناخ والتصنيع المستدام، مؤكدًا أن هذه النماذج بدأت بفكرة داخل الجامعة قبل أن تصل إلى الأسواق الدولية.

وأكَّد أن الهدف الاستراتيجي هو تحويل الأبحاث إلى منتجات قابلة للاستثمار وشركات قادرة على خلق فرص عمل، داعيًا رجال الصناعة وروّاد الأعمال إلى تعزيز الشراكات مع الجامعة والاستفادة من معاملها ومراكزها البحثية، بما يحقق نموذجًا رائدًا للتحول من البحث إلى الاقتصاد.

من جهتها، قدمت الأمين العام لصندوق دعم التعليم بمجلس الوزراء الدكتورة رشا شرف عرضًا بعنوان «إصلاح التعليم من أجل اقتصاد قائم على المعرفة»، أوضحت خلاله دور صندوق دعم التعليم في تشكيل مستقبل القوى العاملة، من خلال بناء بيئة تعليمية متطورة تعمل على دعم مهارات الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، بما يعزز قدرة المؤسسات التعليمية على مواكبة متطلبات الاقتصاد الحديث.

وأكَّدت أن مصر حققت خلال عام واحد فقط قفزة نوعية غير مسبوقة في التدريب التكنولوجي؛ إذ انتقلت من المركز الثاني عشر عالميًّا في العام الماضي إلى المركز الثاني عالميًا بعد الهند في الربع الحالي من عام 2025، متصدّرةً أفريقيا والعالم العربي.. وأرجعت هذا التقدم إلى جهود صندوق تطوير التعليم ومبادراته المشتركة مع وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والاتصالات، وبالتعاون مع شركة "سيسكو" العالمية.

وأضافت أن المبادرة نجحت في تدريب أكثر من مئة وثلاثين ألف متدرّب خلال شهرين فقط في تخصصات تكنولوجية عالية الطلب عالميًّا، مشيرةً إلى أنه سيتم إطلاق رابط للتقديم للمرحلة الثانية من المبادرة، الممولة بالكامل من صندوق تطوير التعليم بالشراكة مع "سيسكو"، والممتدة حتى إجازة نصف العام، لتتيح ستمئة منحة جديدة وجوائز إضافية للطلاب المتميزين، على أن تُخصَّص نسبة لصالح جامعة المنصورة.

كما أعلنت الدكتورة رشا شرف عن دعم الصندوق لأحد المشاريع المشاركة في المعرض المصاحب لفعاليات اليوم، وهو مشروع "Green Spirit"، وهو مشروع ناشئ تم تطويره بدعم من أكاديمية البحث العلمي، ويقوم على تصنيع ماكينة لتحويل وتدوير الورق إلى سماد عضوي، بوصفه نموذجًا مبتكرًا يعكس التكامل بين البحث العلمي والاحتياجات البيئية والتنموية وتضمّن البرنامج عرض مجموعة من قصص النجاح لأبناء جامعة المنصورة في عالم ريادة الأعمال، أعقبَه انعقاد الجلسة النقاشية الأولى بعنوان «من جامعة المنصورة إلى عالم الاستثمار الريادي»، بمشاركة نخبة من روّاد الأعمال وخريجي الجامعة الذين نجحوا في تأسيس شركات ناشئة.

كما عُقدت الجلسة النقاشية الثانية بعنوان «تعاون الجامعة والصناعة والشركات الناشئة»، بمشاركة خبراء من قطاعات الصناعة والجامعات والأكاديميات؛ لمناقشة آليات تطوير التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي والشركات الناشئة.