رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شعبان عبد الرحيم.. صوت الشارع الذي هز وجدان المصريين ورحل في صمت

3-12-2025 | 10:57


شعبان عبد الرحيم

فاطمة الزهراء حمدي

بطريقته العفوية وصوته الشعبي الذي لا يشبه أحدا، استطاع المطرب المصري شعبان عبد الرحيم أن يتحول من "مكوجي" بسيط في حي الشرابية إلى واحد من أبرز الظواهر الفنية في مطلع الألفية، وصوتٍ اعتبره كثيرون مرآة لنبض الشارع المصري والعربي، ورغم الجدل الذي أحاط به طوال مشواره، فإن شعبان ظل حالة خاصة لا تتكرر، تجمع بين الجرأة والبساطة والصدق في التعبير.

ولد شعبان عبد الرحيم في 15 مارس عام 1957 بحي الشرابية بالقاهرة باسم "قاسم"، لكنه اختار اسم "شعبان" نسبة إلى ولادته في الشهر الهجري. بدأ حياته عاملًا في كي الملابس، وكان يغني في الأفراح والمناسبات قبل أن يكتشفه صاحب محل لبيع الكاسيت ويقدم له أول شريط مقابل مائة جنيه فقط، قبل أن يشتهر شريطه «أحمد حلمي اتجوز عايدة» ويتحول بعدها إلى ظاهرة جماهيرية.

الانطلاقة الحقيقية لشعبان عبد الرحيم جاءت عام 2000 مع أغنيته الأشهر «أنا بكره إسرائيل» التي استوحاها من أحداث الانتفاضة الفلسطينية، لتصبح علامة فارقة في مسيرته وتثير ردود فعل واسعة محليا وعربيا، وصلت إلى اتهامات من شبكة CNN واتهامات من اللجنة اليهودية الأمريكية بأنه "راع للكراهية"، بينما رآها آخرون تعبيرًا صادقًا عن وجدان الشارع العربي.

ورغم الانتقادات المستمرة لطريقته وأسلوبه وظهوره غير المكترث بالمظهر، كان شعبان يرى نفسه "رجلا لا يعيبه شكله"، وواصل تقديم أعماله الغنائية والسينمائية، حيث شارك في أفلام بارزة مثل «فلاح في الكونجرس»، «مواطن ومخبر وحرامي»، «رشة جريئة»، و«طرب شعبي»، كما قدم عشرات الأغاني ومنها «هبطل السجاير»، «متخافش من الحكومة»، و«شعبان يتحدى جاكسون». وأصدر عددا كبيرا من الألبومات التي رسخت وجوده في عالم الأغنية الشعبية.

كما خاض تجربة الدراما التلفزيونية وشارك في العديد من البرامج والمسرحيات، ليظل حاضرا على الشاشة وفي الذاكرة العامة حتى أيامه الأخيرة.

كانت آخر حفلاته في موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية، ورغم ظهوره على كرسي متحرك، فقد عبّر عن سعادته الشديدة بالمشاركة، لتكون تلك اللحظات آخر ظهور له قبل رحيله.

ورحل شعبان عبد الرحيم صباح الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 داخل مستشفى المعادي العسكري، بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية وتوقف عضلة القلب، تاركًا خلفه إرثًا غنائيًا مثيرًا للجدل لكنه محفور في ذاكرة الجمهور، وشخصية لا تزال تُروى حكايتها حتى اليوم.