رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اليوم العالمي لذوي الهمم.. إرادة بلا حدود لرموز الأدب والعلم

3-12-2025 | 14:20


طه حسين

فاطمة الزهراء حمدي

لم تكن الإعاقة يومًا حاجزًا أمام الإبداع، بل كانت عند كبار الأدباء والفنانين قوة دافعة ونافذة واسعة على العالم الداخلي، تتفجر منها الحكمة والفكر واللغة والفن، وفي مصر، برزت نماذج عظيمة استطاعت أن تحول ضعفها الجسدي إلى طاقة فكرية وفنية هائلة، كان لها أثر عميق في تشكيل الوعي الثقافي والفني، ومن أبرزهم مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، وأبو العلاء المعري، وسيد مكاوي، وعمار الشريعي، ورضا عبد السلام، ورحمة خالد.

تجمع هؤلاء الرموز على حقيقة واحدة، أن الإعاقة لم تكن يومًا نهاية الطريق، بل كانت مصدرًا للإبداع، والتحدي، والعزيمة، الأدب والفن والثقافة عندهم لم يُبنى بالعين أو الأذن فقط، بل بالروح والإرادة والقلب، ليظلوا مصدر إلهام لكل ذوي الهمم في مصر والعالم العربي.

مصطفى صادق الرافعي.. أديب الصمت الذي جعل من الألم لغة

يعد الرافعي أحد أهم رموز ذوي الهمم في الأدب المصري، بعدما فقد سمعه تدريجيًا إثر إصابته بمرض "التيفود"، ورغم العزلة التي فرضها عليه الصمم، فإنها منحته بابًا أوسع للتأمل ومراجعة النفس، وهو ما انعكس في أعماله التي اتسمت بالعمق الروحاني والبلاغة الرفيعة.

وأكد الرافعي في كتاباته أن الإرادة البشرية أقوى من أي عجز، فكتب السحاب الأحمر، وأوراق الورد، وغيرها من الأعمال التي تحولت إلى مرجع لغوي وجمالي في الأدب الحديث.

وظل الرافعي نموذجًا مضيئًا لذوي الهمم، يجسد أن الإبداع الحقيقي لا يسمع إلا القلب.

طه حسين.. عميد الأدب الذي هزم الظلام

فقد طه حسين بصره في سن الرابعة، لكنه لم يفقد بصيرته ولا شغفه بالمعرفة، سلك طريق العلم في الأزهر، ثم انتقل إلى فرنسا، ليعود واحدًا من أكبر مفكري النهضة العربية.

وفي كتابه الأيام، روى رحلته مع العمى والتحديات النفسية والاجتماعية، موجهًا رسالة إلى المكفوفين بأن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بدايته.

وأكد طه حسين أن الإنسان لا يُقاس بما ينقصه، بل بما يسعى إليه، وأن الابتسامة في وجه الحياة هي أول خطوة نحو الانتصار، ليصبح رمزًا خالدًا لقدرة ذوي الهمم على هزيمة الظلام بالوعي والمعرفة.

أبو العلاء المعري.. فيلسوف العمى وزاهد الفكر

فقد المعري بصره وهو في الرابعة من عمره، وعاش حياة زهد وعزلة، لكنها كانت عزلة واعية أنتجت واحدة من أغنى التجارب الفلسفية في الشعر العربي.

سافر بين حلب وأنطاكية وبغداد ليجمع العلم، وينسج فلسفته التي امتزج فيها الشك والتأمل والسخرية.

وكان طه حسين يرى في المعري "أستاذًا روحيًا"، فكتب عنه مؤلفات كبرى مثل تجديد ذكرى أبي العلاء ومع أبي العلاء في سجنه.

سيد مكاوي.. عندما يصبح الصوت بصرًا

ولد سيد مكاوي كفيفًا، لكنه أضاء الحياة بصوته ولحنه، وقدم أعمالًا خالدة شكلت جزءًا من وجدان الجمهور المصري، من بينها أعمال المسحراتي، التي جمع فيها بين الأدب الشعبي والموسيقى في صيغة إبداعية راقية، لتظل أعماله علامة فارقة في الثقافة المصرية.

عمار الشريعي.. الكفيف الذي صاغ الموسيقى

على الرغم من كونه كفيفًا، لم تمنعه الإعاقة من ممارسة الموسيقى التي أحبها منذ طفولته، تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد كبار الأساتذة، وأصبح أحد أعلام الموسيقى في مصر، وترك إرثًا فنيًا هائلًا أثر في أجيال الموسيقيين.

رضا عبد السلام.. صوت القرآن ورائد الإذاعة

كان رضا عبد السلام أول مذيع بإذاعة القرآن الكريم من ذوي الإعاقة، وتولى منصب رئاسة الإذاعة، ليصبح رمزًا للتميز والإصرار، حيث أثبت أن الإرادة والعمل يمكنهما التغلب على أي عائق.

رحمة خالد.. تحدت الإعاقة وحققت المستحيل

استطاعت رحمة خالد أن تكسر المألوف وتتحدى كل الإعاقات، أصبحت بطلة رياضية حائزة على العديد من الميداليات والألقاب، ثم باتت إعلامية ناجحة، لتكون أول مذيعة مصرية مصابة بمتلازمة داون، وتدخل التاريخ كأصغر امرأة مصرية متميزة.