مع الأجواء الحارة.. خبراء يوضحون هل تأخر فصل الشتاء؟
مع اقتراب فصل الشتاء الذي يبدأ فلكيا خلال أيام في النصف الشمالي للكرة الأرضية، لا تزال تشهد البلاد أجواء نسبيًا مائلة للحرارة، وهو ما دفع البعض للاعتقاد بأن الشتاء تأخر أو أنه قد يشير إلى فصل دافئ في درجات الحرارة، وهو ما فسره خبراء المناخ.
وأكد خبراء أن فصل الشتاء جغرافيا لم يبدأ بعد في مصر، حيث يبدأ في 21 ديسمبر من كل عام، أما الارتفاع في درجات الحرارة فيرجع إلى تغيرات المناخ التي أدت إلى طقس متلقب ومتطرف في الظواهر المناخية ودرجات الحرارة المتقلبة.
تغير المناخ وطقس متطرف
ومن جانبه يقول الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، إن الأجواء الحارة نسبيًا خلال الأيام الماضية في فصل الخريف وحتى الآن، تعود إلى تغير المناخ، الذي أدى إلى اضطراب فصول السنة الأربعة المعتادة، ففي بعض الأحيان يتداخل الربيع مع الصيف، والخريف مع الشتاء، ما يخلق اختلافاً كبيراً بين درجات الحرارة خلال النهار والليل.
وأوضح "أبو المعاطي"، أن فترات النهار قد تشهد ارتفاع فى درجات الحرارة، أما ليلا فتسود برودة شديدة، بفارق يصل إلى أكثر من عشر درجات في المتوسط، خلال اليوم الواحد، مضيفا أن هذا الوضع ناتج عن تغيرات مناخية عالمية وتأثيرات بشرية مثل الانبعاثات الصناعية، ما يجعل الطقس يبدو متطرفاً وغير معتاد، حيث يمكن أن تتغير درجات الحرارة في نفس اليوم بشكل ملحوظ.
وأضاف أنه بالنسبة للشتاء، من الناحية الجغرافية، يبدأ رسميًا في 21 ديسمبر، وعادة، يبدأ انخفاض درجات الحرارة من نهاية سبتمبر ويستمر حتى أوائل فبراير أو منتصف مارس من كل عام، مشيرا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بموسم الشتاء أو كمية الأمطار، فمثلًا قد يتأخر الشتاء أو تتجمع الأمطار في وقت قصير جداً، كما حدث في عاصفة التنين التي أثرت على البلاد قبل نحو 5 سنوات، ما تسبب في غرق الشوارع بسبب سقوط كمية كبيرة من الأمطار في فترة قصيرة.
ولفت إلى أن ما نواجهه حالياً هو طقس متطرف، حيث تتناوب الأمطار الغزيرة والحرارة المتقلبة، ولا يمكن الاعتماد على توقعات طويلة المدى إلا من خلال برامج دقيقة للأرصاد للتوقعات الموسمية، لكنها لا تغطي الموسم بأكمله. مما يؤثر على كافة العمليات الزراعية ويؤثر على كمية الإنتاج وجودة المنتج ويرجع ذلك إلى التغير فى المناخ.
أجواء شتوية الفترة المقبلة
ويقول الدكتور تحسين شعلة، إننا لا نزال في فصل الخريف، وبالتالي حدو ارتفاع في درجات الحرارة أمر ليس غريبًا، لأنه فصل يشهد تقلبات سريعة، مضيفا: "في فصل الخريف والربيع، يمكن ملاحظة جميع فصول السنة خلال اليوم الواحد، فبالليل الجو بارد نسبيًا وبالنهار دافئ".
وأوضح "شعلة"، في تصريح لبوابة دار الهلال"، أنه من المتوقع بدءًا من الأسبوع القادم، أن تشهد البلاد أجواء شتوية تدريجية، رغم أن فصل الشتاء رسميًا يبدأ في 21 ديسمبر الجاري في مصر، مضيفا أنه من المتوقع أن تصل درجات الحرارة الليلية خلال الأسبوع القادم إلى متوسط 7–8 درجات، بينما تتراوح درجات الحرارة النهارية بين 18 و20 درجة، بذلك، نبدأ الدخول في الأجواء الشتوية مع بداية فصل الشتاء الرسمي.
وأضاف أنه فيما يخص الأمطار، فمن المتوقع أن يكن الموسم الحالي موسمًا مطيرًا، خاصة في المناطق الجنوبية، أما السواحل الشمالية فستشهد أمطارًا، لكنها لن تكون بنفس الغزارة، لذا من المتوقع أن يكون الشتاء باردًا، خصوصًا خلال شهري يناير وفبراير المقبلين.
وأشار إلى أن بعض الظواهر مثل تفريغ الطاقة الكامنة في براكين مثل بركان إثيوبيا الأخيرة، قد تؤدي إلى تبريد المنطقة المحيطة، ومع البراكين المنتشرة عالميًا، قد يحدث تبريد مفاجئ في درجات حرارة الأرض بشكل عام، لذلك من المتوقع أن يكون الشتاء القادم باردًا، مع بقاء المناطق القارية مثل الصعيد دافئة نسبيًا خلال النهار، بينما تنخفض درجات الحرارة ليلاً، وقد تصل في مناطق مثل سانت كاترين إلى أقل من الصفر.
ولفت إلى أن المناطق الساحلية ستشهد برودة شديدة، ويجب الاستعداد للأمطار القادمة، حيث تعتبر مصدرًا مهمًا للمياه العذبة، ويمكن الاستفادة منها في الزراعة كما كان يحدث قديماً.
وأضاف أن الشتاء سيبدأ في موعده الطبيعي، وربما مبكرًا قليلًا، وستبدأ الأجواء الشتوية الفعلية في الأسبوع القادم. ومن المتوقع أن يكون الشتاء معتدلًا، لا شديد البرودة ولا دافئًا جدًا، وهو أمر مهم لضمان عدم تأثيره السلبي على المنتجات الزراعية.
وأكد أن ارتفاع درجات الحرارة الأسبوع الماضي والتي تجاوزت 30 درجة مؤخرًا، فيُعزى جزئيًا إلى التغيرات المناخية والانفجارات الشمسية، والتي عادةً تحدث كل 11 سنة، موضحا أن هذه الانفجارات الشمسية، خاصة تلك الجيومغناطيسية، تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وقد تؤثر على شبكات الإنترنت والاتصالات، وهو ما حدث خلال الفترة الماضية، وبعد انتهاء تأثير الانفجارات الشمسية، تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية، إلا أن الفترة القادمة ستشهد أجواء شتوية معتدلة، مع برودة ستكون أكثر قسوة في يناير، لذلك، من المتوقع أن يكون الشتاء القادم باردًا، لكنه ليس قاسيًا جدًا.