رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تقرير أمريكي يحذر: التلوث البلاستيكي العالمي سيصل إلى 280 مليون طن سنويًا بحلول 2040

3-12-2025 | 19:20


التلوث البلاستيكي

دار الهلال

رغم الأدلة القاطعة على أن البلاستيك يسدّ المحيطات والشواطئ ويتفكك إلى جزيئات دقيقة تدخل أجسام البشر، يواصل العالم إنتاجه بوتيرة متسارعة، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية عالمية، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة "بيو" البحثية الأمريكية.

ووفقًا للتقرير، فإن التلوث البلاستيكي العالمي سيصل إلى 280 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، أي ما يعادل تفريغ ما يعادل شاحنة قمامة من البلاستيك كل ثانية في البيئة، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

ويقدم التقرير تقييمًا شاملًا حول التلوث البلاستيكي وتأثيراته على صحة الإنسان والبيئة، في وقت انهارت فيه مفاوضات إبرام معاهدة دولية للحد من التلوث البلاستيكي خلال أغسطس الماضي، بعد اعتراض الدول المنتجة للبلاستيك على أي قيود على إنتاجه، وبينما يستمر الإنتاج بالارتفاع، بقيت معدلات إعادة التدوير منخفضة للغاية.

ويعد التقرير الجديد مزيجًا من تجميع بيانات الأبحاث الحديثة وتشغيلها عبر نموذج يتوقع النتائج تحت سيناريوهات سياسية مختلفة، وقالت ويني لاو، مديرة مشروع الحد من البلاستيك في المحيطات بمؤسسة "بيو"، إن الفريق أراد "جمع كل العناصر في تحليل موحد لرصد التأثيرات على مختلف المستويات".

وكان تقرير "بيو" السابق في 2020 يركز فقط على البلاستيك المستخدم في المنتجات الاستهلاكية التي تنتهي في منظومات المخلفات الصلبة، أما التقرير الجديد يتوسع ليشمل "البلاستيك الخفي" المستخدم في قطاعات البناء والزراعة والنقل.

وتحذر نتائج التقرير من أن استمرار الوضع الحالي يقود إلى مستقبل قاتم بحلول 2040، حيث سيزيد الإنتاج العالمي للبلاستيك الجديد بنسبة 52%، أي ضعف قدرة أنظمة إدارة النفايات، كما سترتفع الانبعاثات المرتبطة بالبلاستيك بنسبة 58% لتصل إلى 4.2 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ما يجعل صناعة البلاستيك ثالث أكبر مصدر للانبعاثات عالميًا.

وفيما يخص الصحة، يشير التقرير إلى وجود 16 ألف مادة كيميائية في البلاستيك، حُدد أكثر من ربعها كمواد قد تكون ضارة، وكشفت أبحاث حديثة عن مخاطر جديدة خصوصًا من المواد المسببة لاختلال الهرمونات المستخدمة في أدوات الطهي ومستحضرات التجميل، وتأثيراتها المحتملة على الجهاز الهضمي والإنجابي والوظائف الإدراكية.

وبحسب تقديرات التقرير، فإن سكان العالم سيفقدون 5.6 مليون سنة صحية من أعمارهم في 2025، و9.8 مليون سنة في 2040 نتيجة التأثيرات الصحية المرتبطة بإنتاج البلاستيك والتخلص منه، باستثناء الميكروبلاستيك، ويأتي الجزء الأكبر من هذه الأضرار بسبب ارتباط إنتاج البلاستيك السرطاني بأمراض الجهاز التنفسي.

ويؤكد التقرير أن العالم يمتلك بالفعل أدوات فعالة لخفض إنتاج البلاستيك واستهلاكه، مثل تحسين تصميم المنتجات والتغليف والاستثمار في بنية تحتية تعزز إعادة الاستخدام، على غرار أنظمة الحليب القديمة التي تعتمد على إعادة التعبئة.

ويشير التقرير إلى أنه في حال إلغاء الدعم الحكومي لإنتاج البلاستيك وتوسيع نطاق جمع المخلفات والبنية التحتية، يمكن جمع ما يقرب من 100% من العبوات الاستهلاكية، ومضاعفة معدلات إعادة التدوير.

ومع ذلك، يعترف التقرير بأن مكافحة الميكروبلاستيك أكثر تعقيدًا بكثير، خاصة تلك الناتجة عن غبار إطارات السيارات والدهانات والمنتجات الزراعية مثل الأسمدة المعبأة في كبسولات بلاستيكية قابلة للذوبان.

وأوصى التقرير بخفض الإنتاج الكلي للبلاستيك، واستخدام مواد كيميائية أكثر أمانًا، واتخاذ إجراءات موجهة للحد من تساقط الميكروبلاستيك، وهو ما رحبت به منظمة "بيوند بلاستيكس" الناشطة في مكافحة البلاستيك، معتبرة أن "العالم بحاجة إلى قوانين تلزم بخفض المواد السامة والإنتاج الكلي للبلاستيك".

مع ذلك، اعتبرت جوديث إنك، رئيسة المنظمة والمسؤولة السابقة في وكالة حماية البيئة الأمريكية، أن التقرير "متفائل أكثر من اللازم" فيما يتعلق بمستقبل إعادة التدوير، مؤكدة أن "تعقيد المواد البلاستيكية يجعل إعادة تدويرها على نطاق واسع غير ممكن تقنيًا ولا اقتصاديًا"، مضيفة: "نضيع وقتًا ثمينًا في الاعتماد على منظومة لم تنجح منذ عقود".