الرأى الشرعي فى البشعة حلال أم حرام.. ماذا قالت دار الإفتاء؟
أثار مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، قال ناشروه إنه لفتاة خضعت لما يعرف بـ"البشعة" لإثبات صدقها في واقعة اتهام زوجها لها بأنها لم تكن عذراء وقت زواجها، حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، ليعود من جديد النقاش حول حكم ممارسة البشعة وهل هي حلال أم حرام، وهو ما كانت دار الإفتاء قد أوضحت حكمه في فتاوى سابقة لها عبر موقعها الرسمي.
هل البشعة حلال أم حرام؟
البشعة، هي طقس قبلي، تستخدم للحكم على براءة أو إدانة شخص، بعد استنفاذ جميع الأدلة لإظهار الحقيقة في الواقعة، تقوم على استخدام أداة معدنية يتم تسخينها حتى تصبح حمراء من شدة النار، وبعدها يتم لعقها من قبل الشخص المدعي، ثم ينتظر الجميع بضع دقائق، ثم يطلب المبشع منه مد لسانه مرة أخرى أمام الحاضرين، فإذا ظهرت البثور على لسانه فإن ذلك يعني أنه مدان أو كاذب، وإن ظل لسانه سليما فهذا يعني أنه بريء من التهمة المنسوبة إليه.
وكانت دار الإفتاء، أوضحت في فتوى سابقة لها منشورة عبر موقعها الرسمي، حكم البشعة، حيث ورد في فتوى بتاريخ 12 سبتمبر 2013 م، رقمها 2521 من فتاوى الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتى الجمهورية السابق، أن البشعة ليس لها أصلٌ في الشرع في إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ ولا يجوز شرعًا؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ.
وأكدت الفتوى أنه يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني.
وقالت إن الشريعةُ السَّمْحَة رَسَمَت لنا طُرُقَ المُطالَبَةِ بالحَقِّ وإثباته، أو نَفي الادِّعاءِ الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يَتمسَّكوا به دون سواه مِن الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع؛ موضحة أن الشرع لم يَجعل إثباتَ التُّهَمِ مَنوطًا بغيرِ ما رَتَّبه طريقًا لإثباتِ ذلك مِن إقرارٍ أو بَيِّناتٍ أو نَحوِها.
وفي فتوى رقم 391، وأخرى رقم 3391 الصادرة عام 2008، قال الدكتور علي جمعة، المفتي الأسبق، أن البَشْعَةُ ليس لها أصلٌ في الشرعِ، وإنما يجب أن نعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ» رواه الدارقطني،
وأضاف أن هذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفي الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسَّكوا به دون سواه من الطرق السيئة التي لا أصل لها في الشرع، بل وتُنافي العقائد الثابتة بخصوصية الله تعالى بعلم الغيب؛ قال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ [الأعراف: 188].