نشرت القوات الجوية الألمانية، اليوم /الخميس/، مقاتلات "يورو فايتر" في قاعدة مالبورك شمال بولندا، ضمن مهمة الشرطة الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خطوة تعكس تعزيزًا واضحًا لجاهزية الحلف الدفاعية على الجناح الشرقي، وتأكيدًا على التزام برلين المتجدد بأمن المجال الجوي الأوروبي.
ووصل إلى بولندا خمس مقاتلات "يورو فايتر" يرافقها نحو 150 فردًا من الجناح التكتيكي الجوي 31 لألمانيا ويحمل اسم "بوِلكه"، إلى جانب وحدات دعم إضافية، لتولي مهمة الإنذار السريع 24/7 (QRA) المعنية باعتراض أي طائرات غير معروفة أو غير متعاونة تقترب من أجواء دول الحلف، طبقا لبيان للقيادة الجوية المشتركة للحلف نشره اليوم على موقعة الإلكتروني.
وأكد قائد القوة الألمانية الموفدة، الذي اكتفى الحلف بالإشارة إليه بالنداء العملياتي "كولونيل"، أن نشر المقاتلات في بولندا يأتي "ليبرز التزام ألمانيا الراسخ بالأمن المشترك في المنطقة اليورو-أطلسية"، مضيفًا أن التعاون مع سلاح الجو البولندي سيستمر على مدار الأشهر الأربعة القادمة لضمان أعلى مستوى من الجاهزية.
ويأتي هذا الانتشار في إطار رفع قدرات الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للناتو (IAMD)، في ظل تصاعد التوترات شرق أوروبا وزيادة الأنشطة الجوية غير المنسقة في محيط الحلف. كما يعكس، وفق مسؤولين في "الناتو"، قدرة الحلف على نشر قوات قتالية عالية الجاهزية في وقت وجيز وعلى مسافات بعيدة لتعزيز الردع والدفاع.
وخلال المهمة، سيعمل الطيارون الألمان وفرق الصيانة جنبًا إلى جنب مع القوات الجوية البولندية ومركز عمليات الجو المشتركة للناتو في منطقة أودم بألمانيا، الجهة المسؤولة عن إدارة أنشطة الشرطة الجوية في المنطقة.
وسيتم تنفيذ تدريبات منتظمة مع القوات الحليفة لضمان الاستجابة السريعة لأي تهديد جوي محتمل.
ويمثل نشر المقاتلات في بولندا ثاني انتشار متزامن للقوات الجوية الألمانية ضمن مهمة الشرطة الجوية، إذ تقود برلين منذ أبريل الماضي مهمة مماثلة في رومانيا عبر مقاتلات يورو فايتر متمركزة في قاعدة ميهاييل كوغالنيتشانو.
وتؤكد ألمانيا، من خلال هذا الانتشار، التزامها بمبادئ الدفاع الجماعي والردع والتعاون بين الحلفاء، في وقت يواصل فيه الناتو تعزيز وضعه الدفاعي عبر نشاط "الحارس الشرقي" الذي يرفع من يقظة الحلف وتكيفه مع تطورات البيئة الأمنية على الجبهة الشرقية.