قال الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي ديفيد سيمز إن تعثّر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة “لم يكن مفاجئًا”، مؤكدًا أن التطورات الميدانية واشتراطات الأطراف تجعل من الصعب تنفيذ أي خطوة دون توافر الظروف المناسبة. 

وأوضح خلال مداخله هاتفيه على شاشة القاهرة الإخبارية مع الإعلامي كمال ماضي ، أن استمرار إطلاق النار وسقوط الضحايا، وآخرهم أسرة مكوّنة من خمسة أشخاص قُتلت اليوم في غزة، يعكس حجم التعقيد في المشهد الحالي.

وأضاف سيمز، خلال تعليقه على مقارنة بين اتفاق السلام الذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين رواندا والكونغو وبين ما يحدث في غزة، أن ترامب كان حريصًا دائمًا على الدفع سريعًا نحو السلام في عدة مناطق حول العالم، لكنه في حالة غزة كان يتعامل وفق إطار زمني، بينما تتعامل الأطراف على الأرض وفق معادلة “تحقق الشروط أولًا”.

 وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظل ثابتًا على مطلبه باستعادة جميع المحتجزين سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، معتبرًا ذلك شرطًا لا يمكن تجاوزه.

وأكد الكولونيل ديفيد سيمز أن الانتقال بين مراحل أي خطة استراتيجية لا يتم بالاعتماد على الوقت، بل على مدى تنفيذ الشروط المتفق عليها، موضحًا أن “أفضل القادة يدركون أن التقدم لا يُقاس بالساعات والأيام، بل بتحقق المتطلبات على الأرض”. 

وشدد على أنه دون استيفاء هذه الشروط من قِبل جميع الأطراف، فإنه “لا يمكن الحديث عن انتقال واقعي إلى المرحلة التالية”، لافتًا إلى أن التسرع في تحديد جداول زمنية لا يعكس طبيعة التعقيد العسكري والسياسي المرتبط بالأزمة في غزة.