في ذكرى ميلادها.. اللحظات الأخيرة في حياة فايزة أحمد قبل وفاتها
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة فايزة أحمد، أحد أهم الأصوات في تاريخ الغناء العربي وصاحبة المشوار الفني المليء بالروائع التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور، وعلى مدار عقود، بصمت فايزة أحمد مشهد الطرب العربي بأعمال خالدة تجاوز عددها 320 أغنية، لتصبح واحدة من أبرز أيقونات الفن العربي. وفي هذه المناسبة، نستعيد أبرز محطات حياتها ومسيرتها الفنية.
وقدم الإعلامي صلاح زكي صوتها للجمهور من خلال أولى أغنياتها من ألحان محمد محسن، ليبدأ بذلك مشوار فني يعد بالكثير، ويفتح الباب أمام ميلاد نجمة جديدة في عالم الطرب.
جاءت نقطة التحول الكبرى في مسيرة فايزة أحمد بلقائها مع الموسيقار محمد الموجي، الذي صاغ بصوته عددًا من أهم أعمالها، وعلى رأسها أغنية «بيت العز» التي أصبحت علامة فارقة في مشوارها الفني.
لم يقتصر مشوارها على الموجي، فقد تعاونت مع كبار ملحني زمن الفن الجميل،قدم لها فريد الأطرش أغنيات راسخة في الذاكرة مثل: «يا أخي» و «يا حلاوتك يا جمالك».
أما الموسيقار محمد عبدالوهاب فكان له نصيب كبير من تراثها، وأبرز أعماله لها: «ست الحبايب»، «هان الود»، وقدم لها كمال الطويل ومحمود الشريف وبليغ حمدي أعمالًا جماهيرية ناجحة، إلى جانب ألحان رياض السنباطي وآخرها «لا يروح قلبي».
لم تقتصر موهبتها على الغناء، فشاركت في أفلام صنعت جزءًا من تاريخ السينما الغنائية، منها: «تمر حنة»، «أنا وبناتي»، و«ليلى بنت الشاطئ»، وهي أعمال أضافت لرصيدها وأبرزت حضورها على الشاشة.
حصد صوت فايزة أحمد إشادات واسعة من كبار الفنانين، إذ وصفها محمد عبدالوهاب بـ «الكريستال المكسور» لنعومة صوتها وحساسيته، بينما رأت فيها أم كلثوم امتدادًا حقيقيًا لعرش الأغنية العربية، وهو ما يعكس قيمتها الفنية الكبيرة.
في أيامها الأخيرة، تدهورت حالتها الصحية بعد انتشار المرض في الكبد، ودخلت في غيبوبات متقطعة، لكنها تمسكت بالغناء حتى اللحظات الأخيرة، وطلبت من زوجها الموسيقار محمد سلطان أن تجلس إلى جواره وتغني له «أيوه تعبني هواك»، قبل أن تنهار باكية عند كلمة «تعبني» وتقول: «المرض انتصر عليّ».
وكانت آخر كلماتها لسلطان: «عمري 17.. هما الفترة اللي عشتها معاك»، في إشارة لسنوات زواجهما التي وصفتها بأنها أجمل سنوات حياتها.