رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قضايا معقّدة تنتظر التفاوض.. ترقّب للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

5-12-2025 | 15:18


قطاع غزة

محمود غانم

يُترقَّب أن يشهد قطاع غزة، خلال الفترة المقبلة، الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار القائم بين إسرائيل وحركة حماس، والذي دخل حيّز التنفيذ في أكتوبر الماضي، وذلك بعد أن تسبّبت الأولى في التأخّر في الانتقال إلى هذه المرحلة، تحت ذرائع عدم تسلّم رفات كافة محتجزيها.

المرحلة الثانية

وقد أكّد الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، أنّه لم يتبقَّ في قطاع غزة سوى رفات أسير إسرائيلي واحد، ران جوئيلي، الذي كان رقيبًا في الجيش.

وفي هذا السياق، أجرى وفد إسرائيلي مفاوضات مع الوسطاء في القاهرة بشأن عودة رفات الأسير المذكور.

ورهنت إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة جميع أسراها أحياءً وأمواتًا، وهذا يعني أن تسلّم رفات «جوئيلي» يفتح الطريق مباشرة أمام الدخول إلى هذه المرحلة.

وفي المقابل، أكدت حركة حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، متعهدةً بمواصلة العمل لإنهاء ملف التبادل بالكامل، وداعيةً الوسطاء والدول الضامنة إلى ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف خروقاته وفتح معبر رفح في الاتجاهين.

ومن جانبه، يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحقق وقف إطلاق النار وفق خطة طرحها، أن يعلن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك وفق ما أورده موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين.

وذكروا أنهم يتوقّعون عقد لقاء بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وترامب قبل نهاية الشهر لبحث المرحلة التالية من اتفاق غزة.

وقبل ذلك، ذكر مكتب نتنياهو أن ترامب وجّه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي لعقد لقاء قريب في البيت الأبيض، فيما أفاد إعلام عبري بأن المذكورين سيعقدان لقاء بينهما في ولاية فلوريدا بتاريخ 26 نوفمبر الجاري.

وحسب ما أورده الموقع الأمريكي عن مصادر، فإن الوسطاء، بما في ذلك واشنطن، يريدون توفير كل العناصر اللازمة للتوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية في غزة.

ولن يجري الانتقال إلى هذه المرحلة إلا بعد مفاوضات غير مباشرة ستُعقد بين إسرائيل وحركة حماس، يُتوقّع أن تكون شديدة الصعوبة لما ستتضمنه من قضايا حسّاسة، بما في ذلك نزع سلاح المقاومة.

وذكر موقع «أكسيوس» أن «مجلس السلام» الذي يقوده ترامب سيرأس الهيكل الحاكم في غزة، والذي سيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية.

كذلك سيكون هناك مجلس تنفيذي دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومستشاري ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، ومسؤولين كبارًا إضافيين من البلدان الممثلة في مجلس السلام.

ونصّت خطة ترامب بشأن وقف إطلاق النار على أن «ستتم إدارة غزة عبر حكومة انتقالية مؤقتة تتكوّن من لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان غزة».

وأضافت الخطة أن «هذه اللجنة ستتكوّن من فلسطينيين مؤهّلين وخبراء دوليين، مع إشراف ورقابة من هيئة انتقالية دولية جديدة اسمها 'مجلس السلام'، وسيقود الهيئة ويترأس اجتماعاتها الرسمية الرئيس ترامب، مع أعضاء ورؤساء دول آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير».

وتابعت: «ستضع هذه الهيئة الإطار وستدير التمويل لإعادة تطوير غزة إلى أن تُنجز السلطة الفلسطينية برنامج إصلاحها، كما ورد في مقترحات مختلفة، بما في ذلك خطة ترامب للسلام عام 2020 والمقترح السعودي–الفرنسي، وتصبح قادرة بأمان وفعالية على استعادة السيطرة على غزة».

وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة حماس، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 239 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.