في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر 1531، وُلد فسبازيانو جونزاجا في بلدة فوندي الإيطالية، ويعد أحد أبرز نبلاء عصر النهضة، جامعًا بين السياسة والعسكرية والهندسة المعمارية، وراعيًا للفنون والثقافة في إيطاليا وإسبانيا.

ينتمي فسبازيانو إلى عائلة جونزاجا النبيلة، وبرز كقائد عسكري ودبلوماسي في البلاط الإسباني، حيث نال رتبة فريق أول ووسام الصوف الذهبي ، أحد أرفع الأوسمة الملكية، لكن إرثه الأبرز كان تأسيسه لمدينة سابيونيتا، التي صمّمها بنفسه لتكون "المدينة المثالية" وفق مبادئ عصر النهضة، فجمعت بين الجمال المعماري والتنظيم المدني المتقن.

حوّل جونزاجا سابيونيتا إلى مركز ثقافي مزدهر، فأنشأ فيها قصر الدوق ومسرحًا كلاسيكيًا يُعد من أقدم المسارح المغلقة في أوروبا، أصبحت المدينة نموذجًا يُحتذى به في تخطيط المدن، ولا تزال تُدرّس في كليات العمارة حتى اليوم.

إلى جانب اهتمامه بالفنون، لعب جونزاجا دورًا سياسيًا وعسكريًا مهمًا في خدمة التاج الإسباني، حيث عُيّن سفيرًا وممثلًا للملك في عدة بعثات دبلوماسية، جمع بين الصرامة العسكرية والذوق الفني، ما جعله شخصية فريدة في زمنه.

توفى فسبازيانو جونزاجا في 26 فبراير 1591 عن عمر ناهز 59 عامًا، ودُفن في كنيسة "بياتا فيرجين إنكوروناتا" في سابيونيتا، المدينة التي أحبها وبناها.