شريهان.. أيقونة الاستعراض التي صنعت مجد الفوازير المصرية
تحتفل اليوم النجمة الكبيرة شريهان بعيد ميلادها، وهي واحدة من أهم رموز الفن الاستعراضي في مصر والعالم العربي، وأيقونة الفوازير الرمضانية التي خطفت قلوب الملايين خلال الثمانينات والتسعينات، وبرغم مرور عقود على بدايتها، ما زالت شريهان تحتفظ ببريقها وحضورها الخاص الذي جعل منها ظاهرة فنية لا تتكرر، واسمًا محفورًا في ذاكرة الجمهور بحب وإعجاب.
وُلدت شريهان، واسمها الكامل شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، في 6 ديسمبر 1964 بالقاهرة. بدأت مشوارها الفني وهي في الرابعة من عمرها، لتصبح لاحقًا واحدة من أهم نجمات الشاشة المصرية في المسرح والسينما والتلفزيون. توقفت عن العمل الفني عام 2002 بسبب المرض الذي أثّر على نشاطها، قبل أن تعود للظهور في إعلان تلفزيوني شهير عام 2021.
درست شريهان الحقوق وكانت تنوي العمل في مجال إدارة الأعمال مع والدها، لكن شغفها بالفن غلبها فاتجهت إلى الرقص الاستعراضي بعد تلقيها دروسًا خاصة في الرقص التعبيري والباليه بمدارس فرنسية. وكان الفنان عبد الحليم حافظ أول من لفت الأنظار لموهبتها من خلال شقيقها عازف الجيتار الراحل عمر خورشيد، لتبدأ بعدها خطواتها السينمائية في أفلام مثل "ربع دستة أشرار" و"قطة على نار".
وشهد عام 1982 نقلة نوعية في مسيرتها بفيلم "الخبز المر" أمام فريد شوقي، ثم انطلقت بقوة في عالم الفوازير منذ عام 1985 لتصبح النجمة الاستعراضية الأولى في مصر لأداءات فنية متكاملة جمعت بين الرقص والغناء والتمثيل.
تميزت أيضًا في المسرح من خلال أعمال راسخة مثل "سك على بناتك" و"علشان خاطر عيونك" و"شارع محمد علي"، بينما قدّمت في السينما مجموعة من أبرز أفلامها، منها "الطوق والإسورة"، "المرأة والقانون"، "فضيحة العمر"، "عرق البلح"، "ميت فل"، "خلي بالك من عقلك"، وغيرها من الأعمال التي أكدت موهبتها وقدرتها على التنوع بين الدراما والاستعراض والكوميديا.
وعانت شريهان خلال مسيرتها من حادث سير مروع عام 1990 أدى إلى إصابة خطيرة في العمود الفقري، ثم أصيبت لاحقًا بمرض السرطان في الغدد اللعابية وخضعت لعدة عمليات دقيقة. وبين الألم والأمل، عادت نجمة الفوازير بقوة عام 1994 بمسرحية "شارع محمد علي"، لتثبت من جديد صلابتها الفنية وقدرتها على تجاوز أصعب الظروف.
وعلى المستوى الشخصي، تنتمي شريهان لعائلة مرموقة؛ فوالدها المحامي والدكتور في القانون أحمد عبد الفتاح الشلقاني، ووالدتها عارضة الأزياء السابقة عواطف محمود هاشم. وتعد أختًا غير شقيقة لعمر خورشيد. تزوجت مرتين، الأولى من رجل الأعمال السعودي علال الفاسي، ثم من رجل الأعمال الأردني علاء الخواجة وأنجبت منه لؤلؤة وتالية القرآن.
وبرغم غيابها الطويل، ظل الجمهور يترقب عودتها، إلى أن ظهرت عام 2021 في مسرحية "كوكو شانيل" التي أعادت شريهان مرة أخرى إلى عالم الضوء، لتؤكد أن مكانتها الفنية لا تزال محفوظة، وأن جمهورها لم ينسَ نجمة صنعت تاريخًا لا يُمحى في الوجدان المصري والعربي.