صدمة رياضية ولجنة تحقيق موسعة.. المستجدات الكاملة في واقعة وفاة السباح يوسف محمد
عمّ الحزن أرجاء الوسط الرياضي المصري بعد وفاة السباح الناشئ يوسف محمد، البالغ من العمر 12 عامًا، خلال مشاركته في إحدى منافسات بطولة الجمهورية للسباحة، في واقعة أثارت موجة واسعة من الغضب والجدل حول إجراءات السلامة المتبعة داخل حمامات السباحة أثناء البطولات الرسمية.
الواقعة.. لحظات سبقت المأساة
شهدت البطولة حالة من الارتباك عقب انتهاء أحد السباقات التي شارك فيها يوسف، حيث تعرض السباح الصغير لحالة إغماء مفاجئة داخل حوض السباحة.
وبحسب روايات عدد من الحضور، لم يُلاحظ غياب السباح إلا بعد مرور فترة، قبل أن يتم انتشاله ونقله سريعًا إلى المستشفى في محاولة لإسعافه، إلا أن حالته تدهورت ليُعلن وفاته لاحقًا، وسط حالة من الذهول بين زملائه والمدربين.
تحقيقات رسمية.. وتحرك حكومي عاجل
وعلى خلفية الحادث، أعلنت وزارة الشباب والرياضة إحالة الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق في ملابساتها كاملة، سواء المتعلقة بالتجهيزات الطبية أو إجراءات السلامة داخل المكان.
كما وجَّه الوزير بتشكيل لجنة فنية وقانونية تضم قطاعات الحوكمة والتفتيش والشؤون الطبية لمراجعة كل ما يتعلق بالبروتوكولات المعمول بها داخل البطولة، بداية من خطط التأمين الطبي وحتى جاهزية معدات الإنقاذ.
اتهامات بالإهمال.. وأصوات تطالب بالمحاسبة
وأكدت أسرة السباح الراحل، في تصريحات مختلفة، تمسكهم بمعرفة الحقيقة كاملة، مشددين على ضرورة محاسبة أي مسؤول قصّر في تأمين حياة طفل شارك في بطولة رسمية يفترض أن تكون مؤمنة من كافة الجوانب.
وفي الوقت ذاته، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تعاطف كبرى مع أسرة يوسف، صاحب الابتسامة الهادئة والطموح الرياضي، مطالبين بفرض رقابة صارمة على البطولات التي تضم أطفالاً وناشئين.
اتحاد السباحة يعلن الحداد
وفي بيان رسمي، أعلن الاتحاد المصري للسباحة حالة الحداد على وفاة يوسف، مؤكدًا تعاونه الكامل مع جهات التحقيق، والاستعداد لتطبيق أي توصيات أو إجراءات جديدة يمكن أن تمنع تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.
ووجَّه الاتحاد خالص التعازي لأسرة الفقيد، معربًا عن حزنه الشديد لفقدان أحد المواهب الواعدة.
انتظار تقرير الطب الشرعي
وتنتظر جهات التحقيق التقرير النهائي للطب الشرعي، والذي من المتوقع أن يحسم سبب الوفاة بدقة، سواء كانت نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب أو أي سبب آخر، وهو التقرير الذي سيكون حجر الأساس في تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
رسالة المجتمع الرياضي: سلامة اللاعبين أولاً
أعادت الواقعة المؤلمة فتح ملف معايير السلامة في المنشآت الرياضية، خاصة تلك التي تحتضن بطولات للناشئين، حيث شدد خبراء الرياضة على ضرورة:
تواجد فرق طبية مجهزة داخل كل بطولة.
توفير أجهزة الإنعاش القلبي داخل جميع حمامات السباحة.
تدريب المدربين والمنقذين على التدخل الفوري.
إجراء فحص طبي دوري للناشئين المشاركين في بطولات رسمية.
تبقى وفاة السباح الصغير يوسف محمد جرس إنذار قويًا يستدعي مراجعة شاملة لمنظومة الأمان داخل المنشآت الرياضية.
وحتى صدور نتائج التحقيقات، يترقب الرأي العام ما ستسفر عنه الإجراءات، آملين أن تسهم هذه الواقعة المؤلمة في إصلاحات حقيقية تضمن ألّا يتكرر فقدان موهبة بريئة على حوض سباحة مرة أخرى.