رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وكيل الأزهر: مسابقة القرآن تجسّد مكانة مصر العالمية ودورها في خدمة كتاب الله

6-12-2025 | 12:34


المسابقة العالمية للقرآن الكريم

دار الهلال

أعرب وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني عن سعادته بالمشاركة في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظّمتها وزارة الأوقاف اليوم، مشيدًا برعاية الدولة المصرية لهذه المسابقات وإيمان القيادة السياسية بأهمية دعم حفظة القرآن وتوسيع نطاق المنافسات القرآنية.

وقال وكيل الأزهر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجّه دائمًا بتوفير مختلف أوجه الدعم لتطوير مسابقات القرآن الكريم، انطلاقًا من إيمانه بأن رعاية القرآن هي رعاية للهوية المصرية، وتحصين للوعي، وترسيخ لقيم السلام والبناء، مؤكّدا أن المجتمع المصري «يجتمع اليوم على مائدة القرآن، النور الذي لا يخلو منه زمان ولا مكان».

وأضاف الضويني، أن مصر بلد الأزهر الشريف تواصل اهتمامها بحَمَلة القرآن في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن المسابقة العالمية في دوراتها المتتابعة تثبت المكانة التي تتمتع بها مصر، بما تجمعه من معطيات التقدم، وسعيها لتخريج جيل قادر على حمل رسالة القرآن للعالم كله، جيل يجمع بين دقة الإتقان ونبل الأخلاق.

وأكد وكيل الأزهر، أن مصر «دولة القرآن ودولة التلاوة»، وهي الأرض التي تجلّى الله تعالى عليها وكلم فيها نبيه موسى عليه السلام، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم كرّم مصر بذكرها صراحة خمس مرات، ووصْفها بأنها أرض الأمن والبركة.

وأوضح الضويني، أن الأزهر الشريف حمل عبر تاريخه أمانة تبليغ القرآن ونشر تلاوته وتقويم أدائه، من خلال هيئاته ومعاهده وجامعاته، فضلًا عن إشرافه على أكثر من عشرة آلاف مكتب لتحفيظ القرآن على مستوى الجمهورية، إضافة إلى برامج التحفيظ عبر الإنترنت التي يقدّم من خلالها الأزهر رسالته الروحية والعلمية.

وأشار إلى أن الأزهر يتبنى مشروع «الكتاب الحضاري» الهادف إلى بناء شخصية متوازنة مفكرة تجمع بين حفظ ألفاظ القرآن وفهم مقاصده، مؤكّدًا أن مصر—التي قدّمت للعالم أعظم قرّاء القرآن—تشهد اليوم بزوغ جيل جديد يواصل الرسالة.

وكشف وكيل الأزهر، أن الأزهر قدّم 30 صوتًا من طلاب معاهده لتسجيل «المصحف الطلابي الأزهري»، في مبادرة تربط بين الماضي والحاضر وتجدد أمجاد دولة التلاوة المصرية بثوب جديد، ليظل صوت القرآن خالدًا تتوارثه الأجيال.

وقال الضويني، إن المشاركة الواسعة في المسابقة من مختلف دول العالم تمثل شهادة جديدة على مكانة مصر القرآنية والعلمية، وتجسّد حدثًا يجمع القلوب على كلمة سواء، يتنافس فيه الشباب في ميدان الخير، وتتوحّد فيه الألسن على تلاوة كلام الله تعالى.

وأكد وكيل الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم جعل الإنسان خليفة في الأرض ومسؤولًا عن عمارتها، استنادًا لقوله تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم»، موضحًا أن هذا التكريم الإلهي جاء مقرونًا بإرساء مبدأ المساواة بين البشر، وجعل الرحمة روحًا تسري في سلوك الإنسان وتعاملاته.

وأضاف أن القرآن قدّم منهجًا شاملًا للهداية والتفكر، وفتح أمام البشرية أبواب القيم الرفيعة القائمة على العمل والأمانة والمسؤولية والإعمار والتقدم والأخلاق. وأشار إلى أن عطـاء القرآن امتد في حضارة الإنسان عبر نموذج حضاري متوازن يقوم على التعايش بين المسلمين وغيرهم، واحترام الإنسان وصون كرامته، وترسيخ ثقافة التعاون، وهو ما انعكس في العديد من المبادئ الإنسانية المعاصرة التي استمدت جذورها من التعاليم القرآنية.

وشدّد وكيل الأزهر على أن عالم اليوم، بما يحمله من أزمات فكرية وأخلاقية وإنسانية، وتحديات متلاحقة وصراعات متصاعدة، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الالتفاف حول القرآن الكريم، واستلهام مقاصده في بناء الإنسان. فهذه المقاصد قادرة على صنع إنسان متوازن، وحضارة رشيدة تجمع بين الإبداع والمسؤولية والأخلاق، وهي الرسالة الخالدة التي يحملها القرآن ما دامت السماوات والأرض.

وأكد أن مصر «تجدد عهدها» بأن تبقى في خدمة كتاب الله، معربًا عن أمله في أن تكون المسابقة العالمية للقرآن الكريم بابًا متجددًا لتعلّم القرآن، ليبقى للمصريين «حبلًا متينًا وصراطًا مستقيمًا» يهتدون به إلى العزة والرشاد.

وختم مرحبًا بضيوف مصر من أنحاء العالم، مؤكّدًا أن القرآن الكريم مشروع حضاري متكامل نقل الإنسانية من الفوضى إلى نور الاستقرار، ومن منطق الغلبة إلى ميزان العدل، ومن ضيق الأهواء إلى سعة العقل والنظام.