رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء استراتيجيون: "إيديكس 2025" أظهر الثقة الدولية للدور المصري في الصناعات الدفاعية

6-12-2025 | 13:53


معرض إيديكس 2025

أ ش أ

أكد خبراء استراتيجيون أن معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2025» في نسخته الرابعة جاء أكثر تنظيمًا وتنوعًا في العروض، مع توسع ملحوظ في مشاركة الشركات الدولية والإقليمية، وهو ما يعكس الثقة في السوق المصرية وقدرتها على استضافة فعاليات كبرى بهذا الحجم، مشيرين إلى أن مستوى المشاركة يعبر عن تقدير دولي متزايد للدور المصري في الصناعات الدفاعية.

واعتبر الخبراء - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن المعرض شكّل منصة عملية لعقد شراكات جديدة، وإطلاق خطوط إنتاج مشتركة، وتبادل الخبرات بين كبرى الشركات الدفاعية.. موضحين أن هذا الزخم يعزز خطوة مصر نحو توطين التكنولوجيا العسكرية وتحديث بنيتها الصناعية.

وأوضح الخبراء أن النجاح الذي تحقق في «إيديكس 2025» يعزز مكانة مصر كقوة إقليمية قادرة على تنظيم معارض دفاعية بمعايير عالمية، ويعكس في الوقت نفسه اهتمام الدولة بتطوير صناعة السلاح ودعم الصناعات الوطنية، بما يفتح آفاقًا أوسع للتعاون العسكري والتقني خلال السنوات المقبلة.

ففي هذا الإطار.. أعرب المفكر العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء دكتور سمير فرج عن بالغ تقديره لمستوى تنظيم معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2025"، مؤكدًا أنه يمثل "مفخرة حقيقية لمصر والقوات المسلحة"، ويعكس حجم ما وصلت إليه الدولة من تطور في القدرات الصناعية والعسكرية خلال السنوات الأخيرة.

وقال اللواء سمير فرج، إنه زار المعرض وشاهد مستوى التنظيم والإعداد، واصفًا المشهد بقوله: "أنا حضرت معارض كثيرة في الخارج، لكن ما رأيته هذا العام شيء غير مسبوق.. هذا تنظيم يليق بمصر".

وأشار إلى أن مصر كانت من أوائل دول المنطقة التي أسست صناعات حربية منذ خمسينيات القرن الماضي، غير أن توقف هذه المسيرة بعد حرب 1967 أدى إلى غياب المعارض العسكرية المحلية لعقود، حتى أعاد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق هذه الصناعة بقوة من خلال تأسيس معرض "إيديكس" قبل عدة سنوات.. وقال: "يجب أن نمنح الحق لأصحابه.. الرئيس السيسي أعاد الصناعة الحربية لمسارها الصحيح".

وأكد فرج أن الدورة الحالية من المعرض قدمت إشارات مهمة حول التطور الكبير الذي يشهده قطاع الصناعات الدفاعية في مصر، مشيرًا إلى عدد من النماذج الناجحة، من بينها تعميق التصنيع العسكري في مجال الصناعات البحرية. وقال: "مصر اشترت أربع فرقاطات ألمانية من أفضل الصناعات في العالم، ثلاث منها يتم استلامها جاهزة، بينما يتم تصنيع الرابعة هنا في مصر.. وهذا تطور كبير ومؤشر قوي على نجاحنا في توطين التكنولوجيا".

وتوقف الخبير الاستراتيجي أمام مشروع المدفع "K9A1"، الذي بدأ إنتاج نسخته المصرية داخل البلاد، معتبرًا أنه من أهم الإضافات للقوات المسلحة نظرًا لكونه "أفضل مدفع ذاتي الحركة في العالم". 

وأضاف: "أنا رجل حرب.. وأعرف جيدًا قيمة هذا المدفع.. كنا نعاني قديمًا من بطء حركة المدفعية المقطورة، أما المدفع ذاتي الحركة فهو قادر على مرافقة القوة القتالية بخفة وسرعة وكفاءة".

وفيما يتعلق بتطور مصر في مجال الطائرات بدون طيار، أكد اللواء فرج أن دخول مصر بقوة إلى عالم المُسيّرات يمثل نقلة نوعية كبيرة، خاصة بعد الدور المحوري الذي لعبته هذه التكنولوجيا في الحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك في الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.. وقال: "عندما نرى اليوم مصر تعرض مسيّرات جديدة وتدخل في شراكات مع دول مثل الصين، فهذا دليل على أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح".

كما أشار إلى نجاح مصر في تصنيع أجزاء مغذية لصالح شركات عالمية كبرى من بينها "داسو" الفرنسية، موضحًا أن الصناعات العسكرية العالمية تعتمد على سلاسل توريد متعددة، وأن دخول مصر في هذا المجال "خطوة مهمة تعزز مكانتها في سوق الصناعات الدفاعية".

وتناول اللواء فرج عددًا من الأنظمة المصرية الجديدة المعروضة في إيديكس، مؤكدًا أن ما ينجز اليوم داخل المصانع المصرية يمثل "قفزة حقيقية في القدرات الوطنية".

وختم بقوله: "ما رأيته في المعرض يجعلني فخورًا.. هذا إنتاج مصري خالص، وهذه صناعة تعود بقوة وبخطوات سريعة ، فمصر تتحرك بثبات نحو امتلاك القدرة الدفاعية التي تستحقها".

وفي السياق ذاته.. أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2025" حقق نجاحًا كبيرًا في نسخته الرابعة، متجاوزًا ما تحقق في الدورات السابقة، ليصبح منصة عسكرية وفكرية عالمية تعكس مكانة مصر وقدرتها المتصاعدة في مجال الصناعات الدفاعية.

وقال الحلبي، إن النسخة الأولى للمعرض عام 2018 حصلت على جائزة أفضل تنظيم بين المعارض الدفاعية العالمية من مؤسسة إنجليزية متخصصة، وهو ما وضع أساسًا صلبًا للبناء عليه في النسخ اللاحقة، وصولًا إلى نسخة 2025 التي شهدت "قفزة نوعية في مستوى المشاركة والتنظيم والقدرات المعروضة".

وأوضح أن عدد الدول المشاركة و عدد الشركات العارضة والوفود رفيعة المستوى يؤكد أهمية المعرض كمنصة رئيسية لعقد صفقات التعاون الدفاعي وتبادل الرؤى.

وأشار الحلبي إلى أن أبرز ما ميّز المعرض هذا العام هو المشاركة الواسعة للصناعات المصرية، إذ شاركت عدد كبير من الشركات المصرية بتسليح مصمم ومصنع محليًا بنسبة 100%.. وقال: "هذه نقطة قوة كبيرة.. فالعالم كله كان يعرض أحدث ما لديه، وفي المقابل كان لدى مصر أيضًا منتجات كاملة التصميم والتصنيع".

وأكد أن المعرض كشف التطور الكبير في مجال الطائرات بدون طيار محليًا وعالميًا، سواء على مستوى المُسيرات الهجومية أو الاستطلاعية، أو أنظمة التصدي لها، موضحًا أن هذا المجال أصبح محورًا رئيسيًا في التفكير العسكري الحديث.

وأضاف أن جناح التسليح البري شهد طفرة واضحة، مع ظهور روبوتات قتالية برية تمثل جزءًا أساسيًا من ملامح حروب المستقبل، إلى جانب تطوير أنظمة المدفعية، ومنصات إطلاق الصواريخ، وعدد من منظومات الحرب الإلكترونية التي تمثل أحد أهم مكونات القتال الحديث.

ولفت الحلبي إلى أن أحد الجوانب البارزة في "إيديكس 2025" هو الإقبال الكبير من الشباب المصري، خصوصًا طلاب الجامعات والكليات التكنولوجية، وهو ما يعزز الانتماء الوطني ويخلق وعيًا واسعًا بالتكنولوجيا الدفاعية الحديثة.. وأضاف: "طلاب كثيرون سيبنون مشروعات تخرجهم على ما شاهدوه في هذا المعرض.. وهذا مكسب وطني ضخم".

وأوضح أن المعرض لم يكن مجرد جناح عرض للأسلحة، بل تحوّل إلى منتدى فكري عسكري رفيع المستوى، من خلال اللقاءات والحوارات وورش العمل التي حضرها كبار الخبراء وشركات الصناعات الدفاعية. وقال: "شركات السلاح العالمية تهتم بشدة بهذه النقاشات لأنها تستخلص منها أفكارًا لتطوير منتجاتها وفق احتياجات ساحات القتال الحديثة".

وأشار إلى أن اللقاءات الثنائية التي عقدها القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكبار قادة التصنيع العسكري مع الوفود الأجنبية، أثمرت تعزيز التعاون العسكري وفتح آفاق جديدة للشراكات الدفاعية.

واختتم الحلبي تصريحاته بالتأكيد على أن "إيديكس 2025" يعكس مكانة مصر المتصاعدة كدولة رائدة في المنطقة في مجال الصناعات الدفاعية، وأن نجاحه هو نتاج رؤية استراتيجية واضحة وإرادة سياسية داعمة وقطاع صناعي قادر على المنافسة.