قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة إن محمد حسنين هيكل روى له أحد أهم المواقف التي جمعته بالمرشد المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، موضحًا أن اللقاء جرى في صيف 1945 عندما طلب البنا من هيكل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة الإخوان المسلمين. 

وأشار حمودة إلى أن البنا أغرى هيكل براتب ضخم وصفه الأخير بأنه كان أكبر مما يتقاضاه رئيس تحرير جريدة الأهرام في ذلك الوقت.

وأضاف حمودة ، خلال برنامجه "واجه الحقيقة" على شاشة "القاهرة الإخبارية" ، أن حسن البنا أكد لهيكل أن توزيع المجلة مضمون بالكامل، إذ كان أعضاء الجماعة ملتزمين بشرائها كجزء من العمل التنظيمي، ورغم ذلك اعتذر هيكل عن قبول المنصب لأنه كان يبحث – كما قال – عن مستقبل مهني حقيقي داخل الصحافة المهنية وليس الصحافة الحزبية أو التنظيمية.

 ولفت حمودة إلى أن مجلة الإخوان المسلمين كانت قد صدرت لأول مرة عام 1933 قبل أن تتم مصادرتها لاحقًا.

وأكد حمودة أن الجماعة لجأت بعد مصادرة مجلتها الأساسية إلى إصدار مجلات بأسماء أخرى رصدها الباحث أحمد كامل البحيري من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومنها النذير عام 1938، والمنار عام 1939، والتعارف عام 1940، والشعاع في العام نفسه، والكشكول الجديدة عام 1948، ومجلة الدعوة التي استمرت بين عامي 1951 و1957. 

وشدد حمودة على أن الجماعة، خلال تحالفاتها السياسية، استغلت صحفًا حزبية شرعية مثل الوفد والشعب والعمل الإسلامي ثم حزب الشعب لنشر خطابها.

وأشار حمودة في ختام تصريحاته إلى أن الصحف الورقية كانت آنذاك أهم وسيلة إعلامية استخدمتها الجماعة لترويج أجندتها، وأن الإخوان بمجرد ظهور وسائل إعلام جديدة أكثر تأثيرًا انتقلوا إليها دون تردد، مستمرين في توظيف أي منصة متاحة لخدمة أهدافهم التنظيمية والفكرية.