رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمين البحوث الإسلامية يفتتح الأسبوع الدَّعوي الـ15 بجامعة عين شمس

7-12-2025 | 15:29


جانب من الافتتاح

دار الهلال

افتتح فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم، فعاليَّات الأسبوع الخامس عشر للدَّعوة الإسلاميَّة، الذي تعقده اللجنة العُليا للدعوة بجامعة عين شمس تحت عنوان: (الشباب بين مقاصد الدِّين ومحاولات الاستقطاب)، برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك بحضور أ.د. رامي ماهر غالي، نائب رئيس جامعة عين شمس، والدكتور حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بالمجمع ونخبة مِنَ العلماء والأساتذة والباحثين والطلَّاب.


وفي كلمته، قال الدكتور محمد الجندي: إنَّ الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يمضي بثبات في بناء وعي ناضج لدى الشباب، يرتكز على مقاصد الدِّين التي تحفظ العقل والنفس، وتحمي أبناءنا من محاولات الاستقطاب نحو الانحراف السلوكي، أو الإلحاد، أو الوقوع في براثن الإدمان، مضيفًا أنَّ الإنسان المتزن هو الذي يحفظ قِيَمه ولا يسمح لنفسه أن تترنَّح تحت مؤثِّرات مضلِّلة تُفقده توازنه وهُويَّته.


وأكَّد الدكتور الجندي أنَّ حِفظ الأخلاق والهُويَّة مسئوليَّة مشتركة، وأنَّ الله كرَّم الإنسان ليعمر الأرض لا ليهدمها، لافتًا إلى أنَّ المجتمع لا يُصان بممارسات لا أخلاقيَّة تُفرض بعيدًا عن القيم؛ بل يُصان بعقود واضحة، وأعراف مستقيمة، وقيم أصيلة تُعلن ولا تُخفى.


وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى أنَّ عنوان الأسبوع الدعوي هو هُويَّة حقيقية تحفظ الماضي، وتبني الحاضر، وتفتح أبواب المستقبل، موضِّحًا أنَّ الشهوة فطرة، لكن الدِّين يهذبها ويضبطها بالقيم، وأنَّ الثقافة الأصيلة تقي شبابنا من الطروحات الدخيلة التي تهاجم هُويَّتهم عبر بعض المنصَّات الإلكترونيَّة الخالية من الجذور.


وبيَّن فضيلته أنَّ مقاصد الدين تشكِّل الذاكرة الحيَّة للأمَّة، وهي التي جمعت بين الإيمان والعمل، وبين الأصالة والتجديد، وبهذه الثقافة واجهت الأمَّة موجات التشويه والاستقطاب، واستطاعت أن تحافظ على تماسكها أمام تيَّارات تريد تفريغ الهُويَّة من مضمونها، مشدِّدًا على أنَّ بلادنا تحمل ثقافةً راسخةً جمعت بين العِلم النافع والفن الرفيع والتجرِبة الإنسانيَّة الواسعة.


واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ الشباب اليوم يواجه تحديات غير مسبوقة وضغوطًا ثقافيَّة ومعرفيَّة ونفسية تتطلَّب وعيًا ناضجًا وفطنة في تلقِّي المعلومات، محذِّرًا من الطروحات التقنية والفكريَّة المجهولة التي تتسلَّل إلى العقول، وتعيد تشكيل الهُويَّة بعيدًا عن القيم، داعيًا الشباب إلى التمسُّك بمقاصد الدِّين التي تبني الشخصية المتوازنة، وتصنع الحضارة، وتوجِّه الإنسان نحو الطريق الصحيح بعيدًا عن سراب القِيَم الزائفة.


من جانبه أكد أ.د رامي غالي، نائب رئيس جامعة عين شمس، على الدور الوطني والمجتمعي المحوري للجامعة، وأن تعاونها مع الأزهر الشريف ينبع من رؤية واضحة في بناء شخصية الطلاب بناءً متكاملًا يقوم على أسس علمية، ويسهم بفاعلية في تنمية وحماية الشباب ووقايتهم من التيارات والأفكار الهدامة والمضللة، كما أن تنظيم "الأسبوع الدعوي" في جامعة عين شمس يعد فرصة حقيقية لتمكين الطلاب من التمييز بين الصحيح والسقيم، لأن المعرفة المستنيرة والفهم العميق هما الطريق الأمثل لبناء جيل واع ومحصن، قادر على فهم واقعه وتحدياته والمساهمة في بناء مستقبله.


وأضاف الدكتور رامي غالي أن  القضايا والمناقشات التي تم اختيارها في فعاليات "الأسبوع الدعوي" تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والدينية لأبنائنا الطلاب، ليصبح لديهم إطار فكري يكون بمثابة حائط صد يقف أمام أي محاولات لاستقطابهم نحو الفكر المتطرف والمنحرف، ولهذا نتوجه بالشكر  إلى الأزهر الشريف على إسهاماته  في بناء الوعي الصحيح والحفاظ على الهوية الأصيلة للشباب، من خلال مثل هذه اللقاءات، كما أوجه الدعوة إلى شبابنا في الجامعة للاستفادة  من هذه اللقاءات، لما لها من أثر كبير في ترسيخ قيمهم وتعزيز انتمائهم وتمسكهم بهويتهم.


وتستمرُّ فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي على مدار خمسة أيام بمشاركة علماء الأزهر الشريف، تتنوَّع خلالها النَّدوات الفِكريَّة التي تتناول مظاهر الاستقطاب الحديثة ووسائله، ومحاولاته التأثير في المرأة ودَورها المجتمعي، وتناقش الأزمات التي يمرُّ بها الشباب بين الانفلات والتطرُّف، إضافةً إلى جلسات تتناول مسئوليَّة الحفاظ على الوطن وهُويَّته في مواجهة التيَّارات الوافدة، وأخرى تسلِّط الضوء على بناء الشخصيَّة السويَّة وقدرتها على مواجهة موجات الاستقطاب بوعي وثبات.