كرم مطاوع.. فارس المسرح الذي صنع مجده على الخشبة
تحل اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر ذكرى رحيل أحد أبرز فرسان الإبداع في مصر والعالم العربي، الفنان الكبير كرم مطاوع، الذي غادر دنيانا عام 1996 بعدما قدّم إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا بقوة في وجدان الجمهور، مسيرة استثنائية امتدت عقودًا، جمع فيها بين الموهبة الأكاديمية والرؤية الإخراجية، وبين التأثير العميق على خشبة المسرح والحضور المختلف في السينما والتلفزيون.
ولد كرم مطاوع عام 1933 بمدينة دسوق، لتظهر موهبته التمثيلية مبكرًا قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ويتخرج فيه بتقدير ممتاز. وفي عام 1958 ابتعثته الدولة إلى إيطاليا لاستكمال دراساته في أكاديمية روما، ليعود بعدها أكثر نضجًا ويكرّس حياته للمسرح، حتى حصل على لقب فارس المسرح المصري.
لم يكتف مطاوع بالوقوف أمام الجمهور، بل أصبح أستاذًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج على يديه عدد كبير من النجوم، كما تقلد مناصب مهمة بوزارة الثقافة وأسهم في تطوير الحركة المسرحية.
وعلى الصعيد الإقليمي، عمل مدرس بالمعهد الوطني للفنون الدرامية في الجزائر بين عامي 1970 و1975، قبل أن يتولى رئاسة البيت الفني للمسرح، وينال تكريمات رفيعة أبرزها وسام الفنون من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتكريمه في مهرجان قرطاج.
امتدت بصمته إلى السينما، فقدم أعمالًا بارزة مثل سيد درويش وإضراب الشحاتين، كما شارك في فيلم المنسي مع عادل إمام، رغم تردده في البداية في تجسيد دور الشرير، قبل أن يقنعه الكاتب وحيد حامد بقبول الدور. وكان المخرج شريف عرفة يوجهه دومًا لتقديم أداء طبيعي بعيدًا عن الطابع المسرحي.
كما حقق حضورا مميزا في الدراما التلفزيونية عبر مسلسلات خالدة مثل أرابيسك وإيزيس.
وعلى المستوى الشخصي، تزوج مطاوع ثلاث مرات؛ الأولى من الإيطالية مارجريت وأنجب منها التوأم عادل وكريم، ثم من الفنانة سهير المرشدي التي أنجب منها الفنانة حنان مطاوع، وأخيرا من المذيعة ماجدة عاصم.