رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. أصوات أدبية جسدت معارك الإنسان مع الحرية

10-12-2025 | 15:05


طه حسين ومحفوظ والحكيم

فاطمة الزهراء حمدي

لطالما وقف الأدباء في الصفوف الأولى للدفاع عن الإنسان وحقه في أن يحيا بكرامة وعدل وحرية، مستندين إلى الكلمة كسلاح وإلى الوعي كقضية، فقبل أن تُسن القوانين الدولية الحديثة لحماية حقوق الإنسان، كان هؤلاء المبدعون قد التقطوا بوعيهم المبكر صور الظلم الاجتماعي، وقسوة الفقر، واستبداد الاحتلال، ونقلوها إلى أعمال أدبية أصبحت وثائق حية تكشف العطب وتطالب بالإصلاح، ونجحوا في صياغة وجدان الشعوب، عبر روايات حفرت في الذاكرة العربية معنى العدالة، ووقفت إلى جانب الطبقات المهمشة، فصار الأدب صوت الفقير والدليل على أن الحرية حق لا يُنتزع.


طه حسين

انشغل طه حسين بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء، وتميز بقدرته على الغوص في أعماق النفس البشرية والتعبير عن همومها وما يكمن بداخلها، وظهرت هذه الرؤية بوضوح في مجموعته القصصية «المعذبون في الأرض» التي قدمت نماذج إنسانية تعيش الفقر والمرض والحرمان، معبّرة عن الأزمات الكبرى التي واجهها المجتمع المصري في الأربعينيات.

توفيق الحكيم

تُعد رواية «يوميات نائب في الأرياف» واحدة من أهم روايات الأدب العربي الحديث، إذ كشفت بواقعية حادة حياة الفلاحين في مصر وما يعانونه من جهل وفقر ومرض وإهمال، وفيها ظهر فساد البيروقراطية وعجز النظام القانوني عن إنصاف البسطاء. وتدور أحداث الرواية حول شخصية النائب شريف الذي يجد نفسه في قلب الريف بحكم ظروف عمله، فيسجل يومياته التي تعكس طبيعة الحياة في تلك القرى، مستلهمًا أجزاءً من حياة الحكيم نفسه.

لطيفة الزيات

شكلت رواية «الباب المفتوح» علامة فارقة في الأدب النسوي المصري، إذ فتحت الطريق أمام أجيال من النساء للمطالبة بحقوقهن، وتقص الرواية مسيرة «ليلى»، الفتاة الذكية والطموحة التي تواجه مجتمعًا يقيّد المرأة ويصادر حريتها، بالتزامن مع كفاحها الوطني ضد الاحتلال، وبين مد الثورة وجزر القمع الاجتماعي، تخوض ليلى معاركها حتى تحقق حريتها الخاصة وتجد حبها الحقيقي.

نجيب محفوظ

حملت أعمال نجيب محفوظ اهتمامًا خاصًا بالإنسان وحقوقه، وتجسد ذلك في ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية» وفي رواية «بداية ونهاية» ذات الطابع التراجيدي، حيث تقدم الرواية الأخيرة صورة مؤلمة لعائلة فقيرة تعتمد على معاش الأب المتوفى، وتتوالى الأزمات على أفرادها الذين ينحدر معظمهم نحو الهلاك، باستثناء الابن حسين الذي يصبح أمل الأسرة بالتحاقه بالكلية الحربية، وسلط محفوظ الضوء على آثار الفقر وقسوته وعلى حق الإنسان في حياة كريمة.

يوسف السباعي

في روايته «نحن لا نزرع الشوك» يقدم يوسف السباعي صورة موجعة لمعاناة «سيدة» التي تتعرض للقهر والإذلال منذ طفولتها على يد زوجة والدها، ثم تجد نفسها خادمة في بيت حمدي السمادوني، ورغم أن العائلة تعاملها بحب وتقع هي في حب حمدي، إلا أن زواجه يكسر قلبها لتبدأ سلسلة طويلة من العواصف، تنتهي بموتها ووفاة طفلها نتيجة قهر زوجها وغياب حريتها.

يوسف إدريس

قدم يوسف إدريس واحدة من أهم رواياته «الحرام» التي فضحت الظلم الاجتماعي المفروض على الطبقات المهمشة، خصوصًا عمال التراحيل الذين يعيشون في فقر شديد ويكدحون من أجل لقمة العيش، وجسد إدريس مأساة «عزيزة» التي تضطر للهجرة والعمل في ظروف قاسية، وتقع في الخطيئة رغما عنها، لينتهي مصيرها ومصير طفلها نهاية مأساوية، تعبيرًا عن قسوة المجتمع وظلمه.

عبد الرحمن الشرقاوي

استلهم الشرقاوي عالمه الإبداعي من الريف المصري، فكانت روايته «الأرض» واحدة من أوائل الأعمال التي جسدت معاناة الفلاح المصري بواقعية شديدة، وقدم فيها صورة الفلاح رمزًا للصمود والمقاومة ضد الاستغلال والظلم والاحتلال الإنجليزي، مسلطًا الضوء على حق أبناء الريف في العيش بكرامة وحرية.

صنع الله إبراهيم

في روايته «ذات»، يروي صنع الله إبراهيم سيرة وطن عبر سيرة امرأة عاصرت التحولات السياسية والاقتصادية التي مرت بها مصر، وتُعد «ذات» نموذجًا للمرأة المصرية التي تواجه تغيرات المجتمع، وتعكس الرواية قضايا الحرية والعدل والحقوق الأساسية للإنسان، في ظل صراع متواصل مع الفقر والظلم.

يوسف القعيد

تناولت رواية القعيد «الحرب في بر مصر» جذور الظلم الطبقي في المجتمع، حيث يُبعد العمدة ابنه عن التجنيد ويرسل بدلًا منه «مصري» ابن الخفير الفقير، تُزور الأوراق وتُسلب هوية الشاب الفقير ليذهب للمعركة ويُستشهد، بينما يُسجل العمدة ابنه بين الشهداء، وتجسد الرواية بوضوح مأساة الفوارق الطبقية وغياب العدالة والمساواة.