الأمطار تفاقم المأساة.. أهالي غزة يرزحون وسط منخفض جوي
يواجه أهالي قطاع غزة، الذي دمرته الحرب الإسرائيلية بالكامل، ظروفًا إنسانية مأساوية مع هطول الأمطار لليوم الثالث على التوالي، حيث يقطن غالبية السكان تحت خيام بالية أو في منازل مدمرة، في ظل منع الاحتلال دخول مواد الإغاثة والإيواء، ما يعوق أي محاولة للتعافي من آثار الحرب.
وبات مليون ونصف المليون نازح بغزة في مواجهة مباشرة مع خطر الغرق والانهيارات، جراء الظروف المناخية القاسية التي تضرب القطاع والمصحوبة بـ«السيول الجارفة، والفيضانات، وهبّات رياح شديدة، وأمواج البحر المرتفعة، والعواصف الرعدية»، كما يقول مكتب الإعلام الحكومي بغزة.
وقد أدى المنخفض إلى غرق مخيمات كاملة في منطقة المواصي بخان يونس، وتضرر مناطق واسعة في «البصة والبركة» بدير البلح، و«السوق المركزي» في النصيرات، فضلًا عن منطقتي «اليرموك والميناء» في مدينة غزة، طبقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
الأمطار تفاقم المأساة
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي، فإن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع لليوم الثالث على التوالي أسفر عن 12 ضحية بين وفيات ومفقودين، تحت أنقاض المنازل التي انهارت بفعل المنخفض في جميع مناطق القطاع.
وأفاد بتضرر 27 ألف خيمة تؤوي نازحين جراء المنخفض، إما بالغرق بمياه الأمطار أو جرفتها السيول أو اقتلعتها الرياح الشديدة.
وفي الوقت ذاته، سُجل انهيار 13 مبنى على الأقل، حيث لا تزال طواقم الدفاع المدني تتعامل مع مئات النداءات والاستغاثات.
يأتي ذلك في سياق «الكارثة الإنسانية الأكبر» الناتجة عن حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار عامين، وحصارها «الظالم» المفروض على القطاع، على حد قوله.
وأكد المكتب أن هذه الكارثة تأتي وسط مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإغاثية ومواد الإيواء، إضافة إلى 300 ألف خيمة وبيت متنقل وكرفان، يشكلون حاجة القطاع لتأمين الحد الأساسي للسكن، في حين أن الاحتلال منع إنشاء أو تجهيز ملاجئ بديلة للنازحين.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن تنصل الاحتلال من التزاماته في اتفاق وقف إطلاق النار، وخاصة ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني وإدخال مواد الإيواء، أدى إلى تدهور الوضع الإنساني مع دخول فصل الشتاء.
وحملت حماس الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون، نتيجة منعه إدخال مواد الإيواء وتعمده مفاقمة معاناة مئات آلاف النازحين مع دخول الشتاء وعجز الخيام عن الصمود أمام البرد والعواصف.
وفي الإطار نفسه، دعت الحركة الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار إلى «التحرك العاجل والضغط على الاحتلال لإدخال مواد الإيواء دون قيود وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وفق بنود الاتفاق».
وتلقت وزارة الداخلية بغزة أكثر من 4300 نداء استغاثة من مختلف محافظات القطاع، حيث تعمل طواقم الدفاع المدني بمساندة الشرطة والبلديات على الاستجابة لها رغم محدودية الإمكانات وتهالك المعدات، وفق ما جاء في بيان صادر عنها اليوم الجمعة.