في ذكرى رحيله.. عبده السروجي صوت الزمن الجميل وجد أحمد السقا الذي خطفه الفن والصحافة
تحل اليوم ذكرى رحيل أحد الأصوات المميزة في تاريخ الغناء المصري، الفنان عبده السروجي، الذي ترك بصمة فنية خاصة رغم المنافسة الكبيرة في زمن العمالقة، حيث بقيت أغانيه جزءًا من ذاكرة الطرب الأصيل، كما بقي اسمه مرتبطًا بسيرة عائلية معروفة، فهو جد الفنان أحمد السقا من جهة الأم.
وُلد المطرب عبده السروجي في 1 يناير 1911، بينما تشير مصادر أخرى إلى أن اسمه الحقيقي هو حافظ أحمد حسن، من مواليد القاهرة عام 1908 في منطقة قلعة الكبش.
بدأ مشواره الفني من أفراح الحارة المصرية، حيث اعتاد الغناء في المناسبات الشعبية، قبل أن يواصل طريقه ليصبح واحدًا من الأصوات المحببة لدى الجمهور في الثلاثينيات والأربعينيات.
إلى جانب الغناء، عمل السروجي في مجال الصحافة، وتميز بكونه من أكثر العاملين فيها نشاطًا وحضورًا، ما جعله قريبًا من الوسط الفني والإبداعي.
وقد شهدت مسيرته منافسة قوية مع مطربي عصره مثل إبراهيم حمودة، عبد الغني السيد، محمد أمين، محمد عبد المطلب، أحمد عبد القادر، وعباس البليدي، وصولًا إلى محمد فوزي، في فترة كان فيها الصراع الفني جزءًا من بريق الساحة الغنائية.
ولقتت موهبته أنظار نجوم الزمن الجميل، حتى أن السيدة أم كلثوم استعانت بصوته وصورته ليغني ضمن أحداث فيلم وداد عام 1936 أغنية "على بلد المحبوب ودّيني" من ألحان رياض السنباطي.
وبمجرد أن لاقت الأغنية نجاحًا كبيرًا، طلبت أم كلثوم إعادة تسجيلها بصوتها في الأسطوانات والإذاعات، لتشتهر لاحقًا بصوتها، بينما بقي السروجي صاحب المشاركة الأولى في الفيلم.
ورغم ظهوره السينمائي في عدد قليل من الأعمال، فإن وجوده كان لافتًا، ومن بين الأفلام التي غنى خلالها فيلم ملكة المسارح أمام بديعة مصابني عام 1936.
واستمر السروجي يعمل في الفن ولكن بعيدًا عن الإذاعة لفترات طويلة، حتى عاش سنواته الأخيرة في حي عابدين بالقاهرة إلى أن رحل في 6 يونيو 1978، تاركًا تراثًا غنائيًا ما زال يتردد حتى اليوم.
أشهر أغانيه: غريب الدار عليا جار زماني، بكت في إيديا الشموع، غنيت على عودي، النهاردة العيد عيد علينا سعيد، مسحراتي، على بلدي المحبوب، الفجر لاح والطير غنى، يا نيل هدية وأكتر شوية يا شهد صافي.
أفلام شارك بها: حياة الظلام (1940)، من الجاني (1944)، حب من السماء (1943)، وادي النجوم (1943)، أهلا أهلا يا رمضان (1944)، أحلام الحب (1945)، بين نارين (1945)، نجف (1946)، يا مؤمنين بالله.