رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مكتبة الإسكندرية تستضيف 53 عملًا فنيًا حول الإسكندر الأكبر لتعزيز العلاقات المصرية اليونانية

13-12-2025 | 19:01


معرض الإسكندر الأكبر

دار الهلال

أكد مدير مختبر فيرجينا التجريبي المنظم لمعرض «الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر بمكتبة الإسكندرية" بول تروكوبولوس " على قوة ومتانة العلاقات المصرية اليونانية، مشيرا إلى أن الترابط الوثيق والتاريخي بين الجانبين يسهم في تحقيق السلام الإقليمي والدولي .

وأضاف - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن العلاقات بين مصر واليونان تمثل اللغة والآلية التي يمكنها أن تحقق السلام والاستقرار للعالم .
وأوضح أن العلاقات التي تربط بين مصر واليونان ممتدة وتشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتجارية، قائلا " أن علاقتنا لا تتوقف عند التجارة والاقتصاد بل إنها شاملة وقوية وترسخ للتنمية الحقيقة" .
وتابع: العلاقات المصرية اليونانية ستشهد مزيدا من القوة والترابط الوثيق في كافة المجالات الذي يرتكز علي العلاقات التاريخية والتواصل والتقارب الفريد بين الشعبين الصديقين .
واختتم حديثه قائلا " أنا أحب مصر.. وأحب الإسكندرية" ، مؤكدا أن الإسكندرية تمثل الترابط المصري اليوناني الذي يضرب بجذورها في عمق التاريخ .
وأوضح أن الإسكندر اختبار عروس البحر المتوسط لموقعها الفريد لتكون مركزاً للترابط بين الشرق والغرب. 
وأضاف أن العلاقة بين الشعبين المصري واليوناني تقوم على لغة إنسانية مشتركة قوامها المشاعر الصادقة والقيم الروحية، معتبرًا أن هذا الإرث الإنساني هو ما يمنح الأمل في عالم يشهد تحولات متسارعة.
وأشار إلى أن تجربة التعلم على يد ﭬارلاميس كشفت أن جوهر الحياة يتمثل في اللطف والمحبة وخدمة الآخرين، مؤكدًا أن الأعمال المعروضة وخاصة مجموعة الإسكندر تعكس هذه القيم وتقدم الفن باعتباره رسالة إنسانية قبل أن يكون إبداعًا بصريًا.
ولفت إلى أن الإسكندر الأكبر، في رؤية ﭬارلاميس، ليس مجرد شخصية تاريخية بل فكرة تحمل قيم التسامح واحترام التنوع الثقافي والإيمان، موضحًا أن المعرض يسعى لإعادة طرح هذه القيم في السياق المعاصر ويدعو كل زائر للعثور على "إسكندره الخاص" بين الأعمال المعروضة.
وافتتح سفير اليونان بالقاهرة نيكولاوس باباجورجيو ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن ومدير مكتبة الاسكندرية الدكتور أحمد زايد معرض «الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر» بمكتبة الإسكندرية .
جاء ذلك بحضور رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور عبد العزيز قنصوة وقنصل عام اليونان بالإسكندرية وعدد من الدبلوماسيين والشخصيات العامة.
وتستضيف مكتبة الإسكندرية مجموعة الأعمال الفنية للفنان والمهندس المعماري اليوناني المغترب ماكيس ﭬارلاميس (1942 - 2016) حول الإسكندر الأكبر، في معرض بعنوان «الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر»، والذي انطلقت فعالياته اليوم " السبت " .
يُقام المعرض في مكتبة الإسكندرية برعاية السفارة اليونانية في القاهرة، ووزارات الدفاع والخارجية والداخلية اليونانية، وجامعة أرسطو في ثيسالونيكي، والأكاديمية الوطنية للعلوم. وينظم بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية، والمختبر التجريبي في فيرجينا، واتحاد البلديات اليونانية، والمركز الهيليني لأبحاث الحضارة السكندرية، والمتحف الفني النمساوي.
و يعرض 53 عملًا فنيًّا، تتضمن 40 لوحة كبيرة الحجم، و12 منحوتة برونزية وخزفية، بالإضافة إلى «بيت بندار»، وهو عمل خشبي أصلي ومبهر.
وبالتوازي مع المعرض والذي سيستمر حتي ١٧ يناير المقبل سيقام عدد من الفعاليات الخاصة بالإسكندر والفترة الهلينستية، والتي تتضمن أيضًا أنشطة تعليمية للأطفال من مختلف الأعمار بهدف ربطهم بتاريخ تأسيس المدينة والمكتبة. 
وتستمر هذه المجموعة الفنية، بعد عرضها في أماكن أخرى، في رحلتها لنقل رسالة الإسكندر الدائمة؛ رسالة التسامح والتعايش الخلّاق والتعاون بين الشعوب ويكشف هذا الحدث الثقافي الإمكانات الواسعة التي يفتحها الفن على المستويَيْن السياسي والاقتصادي؛ و يخلق علاقات مميزة من الاهتمام والثقة مع منطقة الشرقَيْن الأدنى والأوسط، حيث تستمر الآثار التاريخية المشتركة وكذلك الإعجاب بالملك المقدوني حاضرة حتى اليوم.
جدير بالذكر أنه في عام 2000، عُرضت مجموعة الإسكندر في البرلمان الأوروبي تحت رعاية رئيسته السابقة نيكول فونتين ، و أعربت " فونتين "عن إعجابها الكبير بأعماله، واقترحت أن تصبح هذه المجموعة "جسرًا للتواصل" بين أوروبا ودول الشرقَيْن الأدنى والأوسط.
ومن كلمات ﭬارلاميس (2000) عن مصر وثقافتها، والتي لا تزال ذات صلة وأهمية حتى اليوم: "إن الثقافة المصرية عالمية في شموليتها العالمية ولا حاجة للقول إن الروح الحديثة والحضور الثقافي السائد تحددهما الدول الأكثر تصنيعًا، لكن بالنسبة لي فإن روح ورؤية الثقافة المصرية تظل ذات أهمية لا تُقدَّر بثمن، لأن مصر تمكنت من الحفاظ على هوية تعود إلى آلاف السنين، وأن ترسخ أسس حضارة قائمة على المقاييس الإنسانية".