في إطار حرص فرع ثقافة القاهرة، برئاسة الفنانة التشكيلية الدكتورة ابتـهال العسلي، على دعم الأنشطة الأدبية والفكرية وتعزيز دور الثقافة في بناء الوعي وترسيخ الهوية الوطنية، نظم نادي أدب المطرية، تحت إشراف هند صلاح، لقاءً ثقافيًا وفكريًا ضمن فعاليات مبادرة «جيل واعٍ.. وطن قوي»، وذلك بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

استُهلت الفعاليات بالترحيب بالحضور، مع التأكيد على أهمية الثقافة في تنمية الوعي المجتمعي ودعم الحركة الأدبية، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء الإنسان وتعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية.

أعقب ذلك محاضرة قدمتها إلهام عفيفي، رئيس نادي الأدب، تناولت خلالها دور الثقافة في دعم الحركة الأدبية، موضحة أن الثقافة تمثل الإطار الحاضن للفكر واللغة والإبداع، وتسهم في تشكيل الوعي الجمعي وصقل الذائقة الفنية. كما أكدت أن الثقافة تدعم الحركة الأدبية من خلال إتاحة مساحات للحوار والتفاعل بين المبدعين، وتشجيع حرية التعبير، وربط الإبداع بقضايا المجتمع، بما يعزز من حضور الأدب كقوة تنويرية فاعلة.

وأشارت إلى الدور المحوري للمؤسسات الثقافية في اكتشاف ورعاية المواهب الأدبية، وتهيئة مناخ محفز للإبداع عبر الندوات والصالونات والأندية الأدبية، إلى جانب ترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، وتوجيه الإنتاج الأدبي نحو قضايا الوطن. كما شددت على العلاقة التكاملية بين الثقافة واللغة العربية بوصفها الوعاء الحافظ للهوية والذاكرة الحضارية ووسيلة نقل المعرفة عبر الأجيال.

وفي سياق الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، شهد اللقاء ندوة فكرية بعنوان «أثر الثقافة العربية في صناعة الوعي وتشكيل الفكر قديمًا وحديثًا»، تناولت إسهامات الحضارة العربية في تشكيل الفكر الإنساني، ودور اللغة العربية في نقل العلوم والمعارف وبناء الوعي عبر العصور.

وتطرقت إلهام عفيفي إلى أثر الحضارة العربية الإسلامية في أوروبا عبر الأندلس وصقلية، مؤكدة أن اللغة العربية كانت لغة العلم والتنوير، وأسهمت في نقل التراث الإنساني وتطويره.

كما تحدث الدكتور محمد عليوة، أستاذ الأدب المقارن بجامعة القاهرة، مستعرضًا تأثير اللغة العربية في إسبانيا، وعددًا من مؤلفات المستشرقين الإسبان المنصفين التي تناولت إسهامات الحضارة العربية في أوروبا، مؤكدًا ثراء اللغة العربية الإنساني والجمالي. وقدم نماذج لترجمة كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي إلى اللغة الإسبانية وعدد من اللغات العالمية.

وشهدت الندوة تفاعلًا ملحوظًا من الحضور، حيث فُتح باب المناقشات في حوار ثري عكس عمق الوعي بالقضايا الثقافية المطروحة.

واختُتم اللقاء بأمسية شعرية أدارها الأستاذ رضا المناوي، نائب رئيس نادي الأدب، شهدت تقديم إبداعات شعرية وغنائية عكست تنوع المشهد الأدبي وثراء المواهب المشاركة.

وشارك في الفعاليات عدد من الأدباء والشعراء والمثقفين، من بينهم:

آمال حربي، عماد سيد، محمود عفيفي، محمد الشريف، عادل عبد الموجود، فاتن فراج، محمود حسونة، إبراهيم السخيلي، الدكتور محمد عليوة، محمد أبو المجد، آمال عيسى، أمير فياض، نانسي نبيل، محمد ياسين الكاشف، منال الجيار، إلى جانب عدد من الشعراء والمطربين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.

وجاء ذلك بحضور مسئولي نادي الأدب: كرم هلال، محمود عيد، رامي منصور.

ويأتي هذا النشاط ضمن أنشطة فرع ثقافة القاهرة الهادفة إلى نشر الوعي الثقافي، ودعم اللغة العربية، وترسيخ دور الأدب في بناء الإنسان، في إطار مبادرة «جيل واعٍ.. وطن قوي».