رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمود المليجي.. "أنتوني كوين الشرق" الذي طوّع الشر لخدمة الإبداع

22-12-2025 | 03:02


محمود المليجي

فاطمة الزهراء حمدي

يعد الفنان محمود المليجي واحدًا من أعمدة الفن المصري الذين صنعوا تاريخ السينما بموهبة فريدة وحضور طاغٍ، جعله قادرًا على تجسيد التناقضات الإنسانية بعمق نادر. 

وُلد المليجي في 22 ديسمبر عام 1910 بحي المغربلين بالقاهرة، نشأ في بيئة شعبية، وتكوّن وعيه الفني مبكرًا داخل المدرسة الخديوية التي شجعت النشاط المسرحي، ليتتلمذ على أيدي كبار المسرحيين، قبل أن يبدأ مشواره الحقيقي مع فرقة الفنانة فاطمة رشدي في ثلاثينيات القرن الماضي. 

ورغم بدايته المتواضعة في أدوار صغيرة، فإن موهبته اللافتة مهدت له الطريق نحو أدوار البطولة، ثم إلى ترسيخ صورته كأشهر “شرير” في تاريخ السينما المصرية، دون أن يحصر نفسه في قالب واحد، فبرع في أدوار الطبيب النفسي، ورجل السلطة، والفلاح، وحتى الكوميديا.

شكل تعاونه مع كبار المخرجين، وعلى رأسهم صلاح أبو سيف ويوسف شاهين، محطات فارقة في مسيرته، وكان دوره الخالد «محمد أبو سويلم» في فيلم «الأرض» علامة إنسانية وفنية لا تُنسى، خاصة بعدما أصر على أداء مشاهد شديدة القسوة بنفسه دون الاستعانة ببديل. 

ولم يكن غريبًا أن يطلق عليه الفنانون لقب «أنتوني كوين الشرق»، لما امتلكه من صدق داخلي وقدرة مذهلة على التعبير بالنظرة قبل الكلمة.

نال محمود المليجي العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها وسام العلوم والفنون، والميدالية الذهبية للرواد الأوائل، كما عُيّن عضوًا بمجلس الشورى عام 1980. 

ورحل في 6 يونيو 1983 كما عاش، في موقع التصوير، أثناء استعداده لتجسيد مشهد الموت، ليؤكد أن حياته كلها كانت مسرحًا للفن. 

رحل بعد مسيرة فنية استثنائية تجاوزت نصف قرن، قدم خلالها أكثر من 500 عمل فني، بينها 21 فيلمًا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.