كرّم صندوق التنمية الثقافية، في ختام الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدُّوَليّ لفنون الخط العربي، مكتبة الإسكندرية تقديرًا لدورها الريادي في خدمة الخط العربي وصون تراثه الخطي والبصري منذ عام 2002 وحتى عام 2025.
ويأتي هذا التكريم تتويجًا لمنظومة متكاملة من الشراكات المؤسسية والتعاون الثقافي بين صندوق التنمية الثقافية وقطاع الفنون التشكيلية ومكتبة الإسكندرية، بما يعكس نموذجًا حيويًا للتكامل بين كبرى المؤسسات الثقافية المصرية في دعم الخط العربي وتعزيز حضوره بوصفه أحد الركائز الأساسية للهوية الثقافية الوطنية.
حمدي السطوحي: العمل الثقافي يحقق أثره الحقيقي بالتكامل المؤسسي والشراكات الفاعلة
وأكد المعماري حمدي السطوحي، رئيس صندوق التنمية الثقافية، أن العمل الثقافي لا يحقق أثره الحقيقي إلا من خلال هذا التكامل المؤسسي والشراكات الفاعلة، موضحًا أن توزيع فعاليات الملتقى بين الندوات العلمية الدولية بسينما الحضارة، والمعارض الفنية والورش بقصر الفنون، يعكس رؤية مشتركة تقوم على تكامل الأدوار بين الصندوق وقطاع الفنون التشكيلية ومكتبة الإسكندرية، التي حظيت بتكريم مستحق لدورها العلمي والثقافي الرائد في مجال الخط العربي.
وأضاف أن حفل الختام، الذي استضافته دار الأوبرا المصرية، جاء شاهدًا حيًا على هذا التعاون والتكامل المؤسسي.
مكتبة الإسكندرية تثري المشهد العلمي بإصدارات مرجعية بارزة
وفي إطار هذا الدور، أكدت مكتبة الإسكندرية، من خلال مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، مكانتها كمؤسسة معرفية رائدة؛ إذ أصبح المركز منذ تأسيسه أحد أهم المراجع المتخصصة عربيًا ودوليًا في دراسة تاريخ الخط العربي ونقوشه، عبر دعم البحث العلمي، والنشر الأكاديمي المحكّم، وبناء شبكة واسعة من الشراكات مع المؤسسات التعليمية والثقافية على المستوى الدولي.
وتجلّى إسهام مكتبة الإسكندرية في إثراء المشهد العلمي من خلال إصدارات مرجعية بارزة، من بينها حولية «أبجديات» وسلسلة «دراسات في الخط العربي المعاصر»، إلى جانب المشروعات الرقمية الرائدة مثل «المكتبة الرقمية للنقوش»، التي وفّرت توثيقًا علميًا وبصريًا عالي الجودة، فضلًا عن جهودها في رعاية جيل جديد من الخطاطين عبر دمج مهارات الخط العربي في العملية التعليمية وتنظيم ورش عمل متخصصة.
قطاع الفنون التشكيلية يستكمل تعزيز البعد البصري للملتقى بالمعرض الفني والورش العملية
ومن جانبه، استكمل قطاع الفنون التشكيلية هذا المشهد التكاملي من خلال تعزيز البعد البصري للملتقى عبر المعرض الفني والورش العملية، بما أسهم في خلق جسر فعّال بين البحث الأكاديمي والممارسة الفنية المعاصرة. واختُتمت الفعاليات بالتأكيد على أهمية الاستمرار في هذا النهج التشاركي، بما يضمن استدامة فن الخط العربي ونقله إلى الأجيال القادمة، ويعزز مكانة ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي كمنصة ثقافية رصينة تحتفي بالهوية المصرية في أبعادها التاريخية والجمالية.