الجامعة العربية تؤكد ضرورة تبني مسارات مبتكرة وسياسات فعالة للحفاظ على مكانة اللغة العربية
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ضرورة تبني مسارات مبتكرة وسياسات فعالة للحفاظ على مكانة اللغة العربية وتعزيز دورها بوصفها مكونًا أساسيًا للهوية وأداة للسيادة الوطنية.
وقال السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، في تصريح اليوم /السبت/، أن اللغة العربية تواجه تحديات متزايدة في ظل تحولات الزمن الرقمي، مشيرا إلى أن النقاش حول مكانة العربية يكتسب أهمية خاصة في ظل كونها لغة يتحدث بها نحو 467 مليون نسمة، و أن اللغة العربية، التي طالها عبر التاريخ اتهام بالعقم كما عبر عن ذلك شاعر النيل حافظ إبراهيم، وتعرضت لنوع من الحيف لأسباب تاريخية واجتماعية وأيديولوجية، مقابل تمجيد لغات أخرى، باتت اليوم أمام تحديات جديدة مرتبطة بالعولمة والهوية الثقافية وتعزيز التنافسية في الخريطة اللغوية العالمية، في سياق التحولات الرقمية المتسارعة.
وشدد على ضرورة وضع خطط وسياسات ناجعة لتقويم المناهج التربوية وتعزيز التأهيل اللغوي، إلى جانب تشجيع صناعة محتوى عربي مبتكر وملائم، في ظل الانتشار المتزايد للعاميات والمفردات اللاتينية والهجينة، خاصة مع خضوع هذا المحتوى للترجمة الآلية، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على نقاوة البنية اللغوية، بل وعلى أنماط التفكير، لا سيما لدى فئة الشباب التي تُعد الأكثر استخدامًا لمنصات التواصل الاجتماعي.
ولفت خطابي إلى أن المحتوى العربي لا تتجاوز نسبته، وفق تقديرات منظمة «اليونسكو» لعام 2025، نحو 3% من إجمالي المحتوى على شبكة الإنترنت، مؤكدًا أن هذا الواقع يفرض استغلال الفرص الواعدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في مجالات التطوير والخدمات التقنية، خاصة في ظل التحسن النسبي للتعليم الإلكتروني والتحول الرقمي الذي تشهده عدد من الدول العربية.
وأكد أن اللغة، أي لغة، تمثل ركيزة أساسية للهوية الوطنية، ما يستدعي جهدًا جماعيًا لجعل اللغة العربية منتجة للمعرفة، ومتفاعلة مع التطور التكنولوجي، ومنسجمة مع روح العصر، بعيدًا عن الأساليب التقليدية والانكفاء اللغوي.
وأضاف أن لغة الضاد، بما تحمله من عمق تاريخي وثراء فكري وإبداعي، وبما قدمته من إسهامات ملهمة في بناء الحضارة الإنسانية، تظل إحدى دعائم نجاح أي مشروع نهضوي وتنموي حقيقي، فضلًا عن كونها قاسمًا مشتركًا راسخًا بين الدول العربية، في وقت يسمح فيه للغات الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستخدام 24 لغة رسمية، إلى جانب أكثر من 200 لغة غير رسمية.
واختتم السفير أحمد رشيد خطابي بالتأكيد على أن مستقبل اللغة العربية يظل، في المقام الأول، مسؤولية الناطقين بها، من خلال توظيف قدراتهم الخلاقة، والانفتاح على اللغات الحية والثقافات العالمية، مع احترام التعددية اللغوية والثقافات الوطنية بروافدها المختلفة في العالم العربي.