رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


صحف أردنية: اعتراف الاحتلال بـ "أرض الصومال" سابقة خطيرة وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين

28-12-2025 | 12:46


الأردن

دار الهلال

سلطت الصحف الأردنية الصادرة اليوم /الأحد/ أبرزها (الغد والرأي والدستور) الضوء على إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف باستقلال إقليم "أرض الصومال" .. معتبرة الخطوة سابقة خطيرة وخرقا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.


وأبرزت الصحف البيان الرسمي الصادر أمس عن الدول العربية الذي وصف هذا الاعتراف بأنه تهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين، ودعوة صريحة لتكريس الهيمنة الاستعمارية في المنطقة.


وأثار إعلان الاحتلال موجة واسعة من التحذيرات في الأوساط السياسية والاستراتيجية العربية، مع إجماع خبراء أردنيين على أن الخطوة تتجاوز بعدها السياسي الظاهري لتشكل مدخلا لإعادة تشكيل موازين القوى في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وفتح بوابة جديدة للفوضى الإقليمية، في توقيت حساس مرتبط بتداعيات الحرب على غزة والتحضيرات للقاء المرتقب بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وأكد الخبراء أن هذا الاعتراف لا يمكن فصله عن سعي الاحتلال لفرض واقع جيو استراتيجي جديد يخدم مصالحه الأمنية والاقتصادية، ويمنحه موطئ قدم دائم في واحدة من أخطر المناطق الجيوسياسية في العالم، بما ينعكس مباشرة على أمن مصر القومي، ومصالح دول البحر الأحمر، وحركة التجارة الدولية عبر باب المندب وقناة السويس.


وفي هذا السياق ..قال الدكتور محمد الحوارات المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الأردني : إن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الاضطراب .. محذرا من أن الاعتراف بأرض الصومال يمثل حلقة إضافية في مسلسل تفكيك الدول وإعادة إنتاج كيانات هشة تخدم توازنات القوى الدولية. 


وأوضح أن الحرب الأخيرة على غزة أعادت الاعتبار للجغرافيا والممرات الحيوية، وأن البحر الأحمر تحول إلى ساحة صراع مفتوحة، والقرن الإفريقي أصبح مسرحاً للتنافس الإقليمي والدولي، حيث يتم استثمار هشاشة بعض الكيانات لتشكيل توازنات جديدة تخدم قوى بعينها.


وأشار الحوارات إلى أن هذا الاعتراف يحمل ثلاث رسائل رئيسية الضغط غير المباشر على مصر عبر خاصرتها الإفريقية،التأثير على الممرات البحرية والتجارة الدولية، وفتح الباب أمام أطراف هامشية يمكن توظيفها في مشاريع كبرى، منها سيناريوهات تهجير الفلسطينيين.


ومن جهته .. اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد أن توقيت الاعتراف ليس عشوائياً، بل جاء قبيل لقاء نتنياهو – ترامب، في محاولة واضحة لرفع سقف المناورة السياسية ..مؤكدا أن الخطوة قد تؤسس لتحالف اسرائيلي – إثيوبي في مواجهة تحالف مصري – جيبوتي – تركي، ضمن سباق محموم للسيطرة على طرق التجارة والطاقة.


وأوضح الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى لإعادة هندسة تحالفاتها بما يتلاءم مع نتائج الحرب على غزة..مشيرا إلى تحرك الاحتلال على أكثر من محور التحالف مع قبرص واليونان لمواجهة النفوذ التركي، الانخراط في الساحة السورية، والتوسع في القرن الإفريقي بهدف مواجهة النفوذ الحوثي وتأمين خطوط الملاحة في إطار عقيدة أمنية جديدة تعتبر كل ساحات المنطقة ساحات صراع مفتوحة.


ويتفق الخبراء على أن أخطر ما في هذا الاعتراف هو تكريسه لمنطق تفتيت الدول وشرعنة التعامل مع كيانات غير معترف بها دوليا، ما يهدد بإطلاق موجات جديدة من الصراعات والانقسامات، ويمنح الاحتلال أفضلية نسبية في بيئة إقليمية مضطربة.


ويشير محللون إلى أن الاعتراف بـأرض الصومال ليس حدثا معزولاً، بل جزء من مشروع أوسع لإعادة تشكيل المنطقة على قاعدة الفوضى المُدارة، واستثمار الصراعات المفتوحة، وفرض وقائع جيوإستراتيجية جديدة تمتد من القرن الإفريقي إلى المشرق العربي، في لحظة إقليمية شديدة الحساسية.