رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في الذكرى الأولى لرحيله.. أحمد عدوية سلطان الغناء الشعبي من المقاهي إلى قلوب الملايين

29-12-2025 | 02:27


أحمد عدوية

ياسمين محمد

 تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية، أحد أبرز الأصوات التي غيّرت خريطة الأغنية الشعبية في مصر، وفرضت لونًا غنائيًا خاصًا خرج من المقاهي الشعبية ليصل إلى كل بيت، ويصنع جماهيرية غير مسبوقة امتدت لعقود.

ولد أحمد عدوية في 26 يونيو عام 1945 بمحافظة المنيا جنوب مصر، داخل أسرة كبيرة كان يعولها والده من تجارة المواشي، حيث كان الابن الثالث عشر بين 14 طفلا، ومنذ طفولته، تشكلت ملامح شغفه بالفن، بعدما اعتاد مرافقة والده إلى جلسات المقاهي، ليستمع إلى شعراء الربابة والسير الشعبية مثل أبو زيد الهلالي، وعنترة بن شداد، وسيف بن ذي يزن.

تعلق الطفل أحمد بتلك الحكايات، وحفظها عن ظهر قلب، مرددًا إياها بصوت طفولي لافت، ليكشف مبكرًا عن موهبة غنائية مميزة. ومع تقدمه في العمر، بدأ الغناء في أفراح قريته، مجاملة لأهلها، مرددًا أغاني محمد العزبي وشريفة فاضل، قبل أن يقرر خوض رحلة الاحتراف والانتقال إلى القاهرة في مطلع السبعينيات.

اختار عدوية شارع محمد علي نقطة انطلاقه، وهناك بدأ مشواره الحقيقي في عالم الغناء الشعبي، حيث تعلم العزف على الناي والرق داخل قهوة «الآلاتية»، والتقى بالمطرب الشعبي محمد رشدي، الذي دعمه وعلّمه أصول الغناء الشعبي، وفتح له أبواب الوسط الفني.

لم يكن طريق النجاح مفروشًا بالورود، إلا أن موهبة عدوية وذكاءه الفني مكّنته من فرض اسمه سريعًا، وكانت مشاركته في حفل عيد زواج المطربة شريفة فاضل محطة فارقة في مسيرته. وفي عام 1973، حقق شهرة واسعة بعد تقديمه أغنية «السح الدح إمبو»، رغم ما واجهته من انتقادات حادة في بدايتها.

واصل أحمد عدوية تحدي الهجوم، ونجح في ترسيخ لونه الغنائي من خلال أعمال حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا مثل «زحمة يا دنيا» و«سيب وأنا أسيب»، قبل أن يتعاون مع كبار الموسيقيين والملحنين، من بينهم بليغ حمدي، كمال الطويل، عمار الشريعي، سيد مكاوي، وعبد الرحمن الأبنودي، ليتم اعتماده رسميًا من الإذاعة المصرية عام 1980.

ورغم عمله مع نخبة من كبار صناع الموسيقى، احتفظ عدوية بأسلوبه الخاص، ونجح في جعلهم يتكيفون مع صوته وهويته، ليصبح واحدًا من أكثر مطربي الأغنية الشعبية جماهيرية، محققًا أرقام مبيعات قياسية، حيث أكد في لقاءات تلفزيونية أن بعض ألبوماته تجاوزت حاجز المليون نسخة.

وامتد نجاح أحمد عدوية إلى السينما، إذ شارك بأغانيه في عدد من الأفلام الشهيرة، من بينها «حسن بيه الغلبان»، «رجل في سجن النساء»، «البنات عايزة إيه»، و«حارة العيش الحاف»، ليضيف بعدًا آخر لحضوره الفني.

وبعد غياب دام أكثر من 10 سنوات، عاد عدوية إلى الساحة الفنية من خلال اللقاءات التلفزيونية والحفلات، كما قدم دويتو ناجحًا مع الفنان رامي عياش، ثم تعاون لاحقًا مع نجله محمد عدوية في أعمال غنائية مشتركة.