رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


زيارات لمتاحف وزارة الثقافة ضمن برنامج تنمية مهارات مديروا المواقع الثقافية

31-12-2025 | 13:57


جانب من الفعاليات

فاطمة الزهراء حمدي

مع ختام فعاليات مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير"، التي أطلقتها وزارة الثقافة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لإبراز أهمية المتاحف ودورها في تعزيز الهوية الثقافية، استقبل كل من متحف الخزف الإسلامي، والفن المصري الحديث، و دار الأوبرا المصرية، وفدًا من مديري المواقع الثقافية.

جاءت هذه الزيارات الميدانية في إطار البرنامج التدريبي لتنمية مهارات مديروا المواقع الثقافية، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بهدف رفع كفاءة القيادات الثقافية وتوسيع مداركهم حول كيفية دمج المتاحف في البرامج الثقافية المستقبلية التي ينفذونها في مواقعهم.

شارك في الزيارات عدد من مديري القصور والمكتبات والبيوت الثقافية بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، إلى جانب فرع ثقافة الدقهلية، وعدد من مديري المواقع الثقافية من قطاع الفنون التشكيلية، حيث أتيحت لهم فرصة التفاعل المباشر مع هذه المتاحف الفريدة واكتشاف ما تضمه من مقتنيات تراثية وثقافية، بما يسهم في دعم الوعي المتحفي وتعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة في الوزارة.

وقد حرص كل من قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش ودار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام أن يتضمن المحتوي المقدم خلال الزيارات الكثير من المعلومات المتعلقة بأهمية المتاحف وإمكانيات التعاون المشترك والتشبيك.

استهل الوفد برنامجه بزيارة متحف الخزف الإسلامي بحي الزمالك، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، حيث كان في استقبالهم الفنان أمير الليثي، مدير مركز الجزيرة للفنون. وخلال الجولة، قدّم الليثي شرحًا وافيًا عن تاريخ المتحف وقيمته الفنية، موضحًا أنه يقع داخل قصر الأمير عمرو إبراهيم، أحد أبرز المعالم المعمارية بحي الزمالك، ويمتد على مساحة تقارب 774 مترًا مربعًا، تحيط به حديقة واسعة تبلغ مساحتها نحو 3559 مترًا مربعًا، ما يضفي على المكان طابعًا فنيًا وتاريخيًا مميزًا.

ويضم المتحف مجموعة فريدة من المقتنيات تضم 315 قطعة خزفية، تمثل مدارس واتجاهات متنوعة من فنون الخزف الإسلامي عبر عصور ومناطق جغرافية مختلفة، وتعكس ثراء الحضارة الإسلامية وتنوع تقنياتها وأساليبها الجمالية. وتتنوع هذه المقتنيات بين 116 قطعة من الخزف المصري، و118 من الخزف التركي، و49 من الخزف الإيراني، و25 من الخزف السوري، إلى جانب نماذج مميزة من الخزف الأندلسي والعراقي والتونسي والمغربي، لتقدم بانوراما شاملة لتاريخ هذا الفن العريق.

وعقب ذلك، واصل الوفد جولته بزيارة متحف الفن المصري الحديث، الكائن داخل حرم دار الأوبرا المصرية بالجزيرة، والتابع أيضًا لقطاع الفنون التشكيلية. وكان في استقبال الوفد الدكتورة إيمان نبيل، مديرة المتحف، يرافقها فريق العمل، حيث استعرضت خلال الجولة مكانة المتحف بوصفه أحد أبرز الصروح الفنية في مصر والعالم العربي. ويتميز المتحف باحتوائه على طيف واسع من المدارس والاتجاهات الفنية، بدءًا من الواقعية والانطباعية وصولًا إلى التجريدية والسريالية والتكعيبية، إلى جانب دوره المهم في توثيق تطور الحركة التشكيلية المصرية منذ مطلع القرن العشرين.

ويضم المتحف نحو 11 ألف عمل فني، موزعة على عشر قاعات عرض تمتد عبر ثلاثة طوابق، فضلًا عن ساحة خارجية مخصصة لأعمال النحت، ليشكل بذلك سجلًا بصريًا متكاملًا لمسيرة الفن التشكيلي المصري منذ عشرينيات القرن الماضي.
واختُتمت الجولة بزيارة متحف دار الأوبرا المصرية، حيث كان في استقبال الوفد الأستاذ عادل صابر، مدير عام العلاقات العامة والمراسم، الذي رحّب بالضيوف واستعرض الدور الثقافي الرائد لدار الأوبرا المصرية وما تقدمه من أنشطة فنية متنوعة.

ثم قام الوفد بجولة داخل المتحف، الواقع في الطابق الأول من المبنى الرئيسي، والذي يضم جناحين رئيسيين؛ يوثق الجناح الأول تاريخ دار الأوبرا القديمة منذ تأسيسها وحتى حادث احتراقها، من خلال صور نادرة لواجهاتها وعروضها الفنية الخالدة، إلى جانب توثيق خاص لقصة أوبرا «عايدة» وتصميماتها الموسيقية والأزياء المرتبطة بها. أما الجناح الثاني، فيسلط الضوء على دار الأوبرا الجديدة، ويعرض مجموعة من ملصقات العروض العالمية، وكتيبات الفرق الفنية الزائرة، إضافة إلى نماذج مجسمة وصور فوتوغرافية توثق مراحل إنشاء المبنى، لتكتمل بذلك صورة شاملة لمسيرة هذا الصرح الثقافي العريق.

الجدير بالذكر أن هذا البرنامج التدريبي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، برئاسة أميمة مصطفى، ويشمل محاضرات نظرية وورشا تطبيقية، وجولات ميدانية، وتستمر فعالياته حتى الخميس 1 يناير.