جابر عصفور.. عقل نقدي صنع مدرسة في الثقافة العربية
في مثل هذا اليوم، ودع العالم الثقافي المصري والعربي أحد أعلام الفكر والنقد الأدبي، الأديب والمفكر جابر عصفور، شكل رحيله في 31 ديسمبر 2021 لحظة مؤثرة للجمهور الأدبي والثقافي، إذ يمثل عصفور نموذجًا نادرًا للباحث الجامعي الذي جمع بين العمق الأكاديمي والاهتمام بالقضايا الثقافية والمجتمعية، كان طوال حياته مثالًا للعلم والمعرفة، وجسد رؤية واضحة لنهضة الثقافة العربية الحديثة، متأثرًا بالتراث ومستشرفًا لمستقبل الأدب والنقد العربي.
المسيرة العلمية والمهنية
ولد جابر عصفور في 25 مارس 1944 بمدينة المحلة الكبرى، وبدأ رحلة العلم باكرًا، حيث حصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة القاهرة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1965، ثم ماجستير اللغة العربية بتقدير ممتاز عام 1969، قبل أن ينال دكتوراه اللغة العربية بمرتبة الشرف الأولى عام 1973.
لم يكتفِ بالدراسة فقط، بل أصبح أستاذًا جامعيًا منذ عام 1966، وزار العديد من الجامعات العالمية كأستاذ زائر للأدب العربي في جامعة ويسكونسن الأمريكية وجامعة استوكهولم بالسويد.
المناصب الثقافية
تقلد جابر عصفور عدة مناصب مهمة ساهمت في تعزيز الثقافة المصرية، منها أمين عام المجلس الأعلى للثقافة (1993-2007)، ورئيس المجلس القومي للترجمة، كما شغل منصب وزير الثقافة مرتين (2011 و2014-2015)، حيث ساهم في تطوير برامج ثقافية وأدبية هادفة.
المؤلفات والجوائز
أثرى عصفور المكتبة العربية بعدد من المؤلفات الهامة، مثل "الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي"، و"مفهوم الشعر"، و"دراسة التراث النقدي".
حصل على جوائز عديدة أبرزها جائزة أفضل كتاب للدراسة النقدية من وزارة الثقافة المصرية، وجائزة أفضل كتاب في الدراسات الأدبية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إضافة إلى الوسام الثقافي التونسي من رئيس الجمهورية.