رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عفو الخاطر

8-3-2017 | 14:55


بقلم –  سليمان عبدالعظيم

على هذه الصفحة «سبع» فقرات.. الفقرات متصلة بواقع نعيشه.. ليست «طق حنك».. بل آراء حقيقية تخرج من العقل إلى سن القلم لتكتب فى النهاية عنوان هذه الصفحة.

أيها المواطنون

«وطن واحد.. نسيج واحد».. هذا هو ما أكدته الزيارة التاريخية لوفد رفيع المستوى من الكنائس المصرية للجامعة البريطانية فى مصر برئاسة الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى الأرثوذكسى.. صباح الأحد الماضى امتلأت قاعة الاحتفالات الرئيسية بمئات من الطلاب.. الحماس والوطنية كانا عنوانًا صريحًا لهذا اللقاء غير المسبوق.. عندما بدأ رئيس الجامعة د. أحمد حمد كلمته للحضور بـ «أيها المواطنون» صفق الجميع.. إنها نفس الجملة التى كان الزعيم الخالد جمال عبدالناصر يبدأ بها جميع خطاباته للشعب المصرى والشعب العربى كله.. قالها وكررها عبدالناصر فحاز رضا الناس وحبهم.. كان عبدالناصر يقول أيها المواطنون.. سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.. وليس «أهلى وعشيرتى» التى كان الرئيس الخائن محمد مرسى يرددها.. يريد بها إدخال مصر نفقًا مظلمًا..!

«ليسوا مهاجرين»

بمجرد أن عرف محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة أخبار ما حدث فى العريش وكان يومها فى الخارج، اتصل تليفونيًا بمستشاره الإعلامى «عادل اليمانى».. يا دكتور عادل.. إيه اللى بيحصل فى سيناء ياريت تبلغ زملاءك الإعلاميين بلاش كلمة مسيحيين أو مهاجرين من العريش.. الأفضل أن يقولوا المصريين القادمين من العريش.. فى لقاء «وطن واحد.. نسيج واحد» قال فريد خميس مؤسس الجامعة هناك حقائق تاريخية يجب التذكير بها.. مصر هى بلد الأقباط.. وهم ليسوا مهاجرين ولا وافدين.. ما يحدث فى البلد وراءه مخطط شيطانى خبيث.. ما يحدث من أزمات بين المسلمين والمسيحيين موجود كذلك بين أبناء الدين الواحد أو العائلة الواحدة.. المطلوب هو تحطيم مصر.. المطلوب كسر إرادة مصر.. لكن احنا مش هانديهم فرصة.. وقال خميس لوفد الكنائس المصرية: إمكانيات الجامعة البريطانية تحت أمر الكنيسة المصرية.. وأنا مؤمن بأن الأيام الجاية ستكون أفضل لمصر.

علينا أن ننتبه

وعبر الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافى الأرثوذكسى عن سعادته بتكاتف المصريين وتفاعلهم مع الأزمة.. وقال نحن كوفد كنسى سعداء للغاية بالدعوة الكريمة التى وجهتها إلينا الجامعة البريطانية.. وكشف الأنبا أرميا سرًا يذاع لأول مرة وقال.. الأستاذ فريد خميس عطاؤه للمسلمين وللمسيحيين على حد سواء.. وعندما يتبرع لمسجد فهو يتبرع فى نفس الوقت لكنيسة.. كثيرون بييجوا ويمشوا.. لكن هناك ناس يتركون بصمات مثل فريد خميس.. الأنبا أرميا حذر: مصر فى خطر الآن.. لكن الأمر المؤكد أن البلد الذى كان ملجأ للأنبياء سيبقى محفوظا لنهاية الدهر.. وعلينا كمصريين أن ننتبه إلى ما يحدث حولنا.. وإذا كنا نريد أن نقدم لأولادنا شيئًا نافعًا فعلينا أن نحافظ على الوطن..

«الأقباط وطنيون»

وجاء الدور على عضو مجلس أمناء الجامعة.. قال المفكر السياسى البارز د. مصطفى الفقى: بعد اقترابى الشديد من قداسة البابا شنودة الثالث بحكم موقعى كسكرتير للرئيس مبارك للمعلومات، تأكدت من صدق ووطنية إخواننا الأقباط.. وعندما اقتربت من قداسة البابا تواضروس تأكدت مرة أخرى من صدق ووطنية إخواننا الأقباط شركائنا فى الوطن.. فى الملمات كانت كلمات البابا شنودة الشهيرة الراسخة التى لا يمكن لأحد أن ينساها «مصر ليست وطنًا نعيش فيه.. مصر وطن يعيش فينا».. عبارة صادقة.. وأضاف قداسة البابا تواضروس عبارته الشهيرة عندما أحرق الإخوان الإرهابيون عشرات الكنائس «وطن بلا كنائس أفضل كثيرا من كنائس بلا وطن».

دروس يعقوب

كان من المقرر أن يحضر د. مجدى يعقوب عضو مجلس أمناء الجامعة هذا اللقاء.. لكن وجوده خارج البلاد حال دون ذلك.. قصة عشق وحب د. مجدى يعقوب للبلد كانت مثار حديث الحاضرين.. فى ستينيات القرن الماضى اضطر د. مجدى للهجرة إلى إنجلترا لأن أستاذه فى قصر العينى قال له «طول ما أنا هنا مش هاسمح لك بإجراء دراسات عليا ودكتوراه».. سافر د. مجدى، وصار أستاذ أساتذة جراحة القلب فى العالم.. ولأنه يعشق بلده عاد إلى مصر رغم أن مصر لم تعطه فرصة.. أنشأ مركز د. مجدى يعقوب لجراحة قلوب الأطفال.. استطاع الرجل بجيناته المصرية أن ينجح ويتفوق.. جاء الرجل إلى مصر.. وكأن عطائه بلا حدود!.

«كنيستك حقها محفوظ»

عندما أعلن فريد خميس تخصيص ١٥ منحة دراسية مجانية من الجامعة البريطانية للكنيسة الأرثوذكسية و٧ منح أيضًا للكنيسة الأنجيلية حدثت همهمة بين الطلاب الحاضرين.. صاحوا كنيسة أدهم ملوك لم ينبها من المنح شىء.. هنا ابتسم فريد خميس وقال.. فين أدهم ملوك.. قوم أقف.. وعندما وقف الطالب أدهم قال فريد خميس: «هناك منح سوف أخصصها لكنيستك قريبا».. كانت لحظة سعيدة للغاية بين مؤسس الجامعة والطالب أدهم.. لا أعرف ما الذى أعاق تواجد ممثل عن الكنيسة الكاثوليكية؟.. لكن على أى حل فى الجامعة البريطانية «الغايب له نايب»! كما قال لى الدكتور حمد!

وطن واحد.. نسيج واحد

لدينا فى كلية اللاهوت بالكنيسة الإنجيلية مكتبة تضم ٦٠ ألف كتاب.. لدينا استعداد للتعاون مع أى جامعة أو مؤسسة فى الدولة.. نحن ندرس للطلاب كيفية أن يكونوا منفتحين على الآخر.. ونحرص فى كل لحظة على تجديد الخطاب الدينى.. هكذا قال د. صموئيل رزقى وكيل كلية اللاهوت بالكنيسة الإنجيلية.. مندوب الدكتور القس أنريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية

هكذا كانت الـ ٥ ساعات التى استغرقها هذا اللقاء الإنسانى الراقى مع وفد الكنائس المصرية.. لقاء أحسنت الجامعة البريطانية تدبيره.. وتأكد الجميع بعده أن مصر بالفعل.. وطن واحد.. نسيج واحد!