أعلن وزير السياحة يحيى راشد خلال مشاركته في المعرض السياحي الدولي ببرلين، عن إطلاق مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة والبرامج السياحية الخاصة به.
وأشار وزير السياحة إلى أن هذا يدلل على قيام مصر بتطبيق إستراتيجية سياحية جديدة تعتمد على تنوع المنتج السياحي المصرى والترويج لمناطق جذب سياحية جديدة والهلال اليوم تنفرد بكشف خطة وزارة السياحة لإحياء مسار العائلة المقدسة.
ويهدف برنامج العائلة المقدسة الذي أطلقته وزارة السياحة إلى توثيق رحلة السيد المسيح وأمه ويوسف النجار من فلسطين إلى مصر والتي تعد أقدم رحلة سياحية معروفة وموثقة تاريخياً ودينياً، وتضمن خطة وزارة السياحة 7 نقاط فقط من أصل 25 مسارًا وتقع في 4 محافظات وتشمل: منطقة مصر القديمة بالقاهرة "الكنيسة المعلقة وكنيسة العذراء" وكنيسة العذراء بالمعادي، والبحيرة في وادي النطرون وتشمل "دير الأنبا بيشوي ودير البراموس"، بالإضافة إلى "دير العذراء بجبل الطير في المنيا وهو آخر المحطات التي استقرت العائلة المقدسة فيها خلال رحلتها إلى مصر، ورغم أن مسار العائلة المقدسة يشمل 25 مسارا حسب الدراسات التي انتهت منها الوزارة علي مدار عشر سنوات فان المستهدف الآن فقط 7 نقاط مما يعني انحصار الزيارة في هذه النقاط فقط، في حين يمكننا الاستفادة من الـ25 مسار والترويج بها على مستوي.
ويتكون برنامج رحلة العائلة المقدسة من 25 مسارا تبدأ ببداية المسار من الفرما على طريق القنطرة العريش ثم إلى تل بسطة حتى مسطرد، ويستكمل المسار ليصل إلى سخا ثم وادي النطرون حيث يحتوى على 4 أديرة مهمة، وهى دير الأنبا بيشوى ودير السيدة العذراء "السريان"، ودير البراموس، ودير القديس أبو مقار، ويضم دير الأنبا بيشوى ضريح البابا شنودة ومائدة الرهبان وحصن الخباز.
ويستكمل المسار طريقه ليصل إلى المطرية بالقاهرة، حيث يوجد هناك شجرة مريم، وكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وكنيسة أبو سرجة وهى أقدم كنيسة في القاهرة ومكثت العائلة المقدسة فى موقعها فى رحلتي الذهاب والعودة، حيث يوجد موقع التعميد بالكنيسة والبئر الذى شربت منه العائلة المقدسة.
وتتجه الرحلة إلى مجمع الأديان بالقاهرة الذي يشمل كنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص، وهو أقدم مسجد بإفريقيا، والمعبد اليهودي "بن عزرا"، لتتجه بعد ذلك إلى كنيسة المعادى، التي يوجد بها المذبح، ثم إلى البهنسا وصولاً إلى كنيسة جبل الطير الأثرية والتى يوجد بها المغارة المقدسة.
ويتجه المسار بعد ذلك إلى من جبل الطير إلى دير المحروق بأسيوط وبه أول كنيسة شيدت في مصر تحقيقاً للنبوءة الواردة فى سفر أشعيا، حيث أقامت بهذا الموقع العائلة المقدسة فترة وصلت إلى 6 أشهر و10 أيام، وهى أطول مدة ظلت فيها العائلة المقدسة بموقع واحد أثناء تنقلها، لتتجه بعد ذلك إلى دير جبل درنكة، حيث أقامت به العائلة المقدسة فى طريق العودة بعد أن تلقت رسالة بوفاة الملك هيرودس وإمكانية العودة، وبها مغارة بالجبل تضم مجموعة من الأيقونات.
الجدير بالذكر أن العائلة المقدسة جاءت إلى مصر عن طريق العريش واستغرقت الرحلة ثلاث سنوات ونصف قطعت فيها العائلة المقدسة 3500 كيلو متر محتملة مشقة وعناء السفر والانتقال من مدينة إلى أخرى.
وهذا الطريق هو طريق غريب وغير مَسلوك طبيعياً، وقد اختارته العائلة المُقدسة وفَضلته علي ثلاثة طُرق أخري معروفة لهيرودس الملك وجنوده، علماً بأنه طريق يَحوي اللصوص و قُطاع الطريق، ووصلوا إلى بابليون أو ما يُعرف اليوم حِصن بابليون بمصر القديمة، ثم تحركوا نحو الصعيد وجلسوا في أسيوط (دير المَحرق) أختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مُروراً (بوادي النطرون صحراء نتريا أو الاسقيط أو برية شهيت أو ميزان القلوب) واجتازوا الدلتا مروراً بسخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.