رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قصة صعود "عز" من طبال بالسبتيه لأكبر مستثمر فى الحديد

8-3-2017 | 19:24


من جديد يظهر رجل الأعمال أحمد عز علي الساحة الاعلامية و لكن الظهور هذة الايام مختلف عما كان عليه قبل ثورة الخامس و العشرين من يناير ، حيث اعتاد الرأي العام علي رؤية عز في ثوب السجون بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير في حين كان الوضع مختلف قبل الثورة ، فقد كان عز هو الفتي المدلل لنظام مبارك الذي تم اسقاطه منذ ست سنوات

"الهلال اليوم" تستعيد سرد قصة صعود الفتي المدلل الذي بدأ حياته المهنيه كطبال في ملهي ليلي مرورًا بمراحل سيطرته علي الحزب الحاكم بمصر قبل الثورة و الانتهاء به متحفظًا عليه في قضية تراخيص الحديد الأخيرة التي حكمت فيها محكمة جنوب القاهرة أمس بالقبض علي رجل الأعمال و تأجيل الحكم إلي أبريل المقبل .

وبدأ حياته كطبال فى فرقة موسيقية صغيرة للعزف كونها مع الممثل  حسين الإمام، والملحن مودى الإمام  وذلك  بعد عودته من ألمانيا وانتهاءه من دراسته لكلية الهندسة بجامعة القاهرة .

 وعمل "عز" بالفعل فى عدد من  فنادق القاهرة المشهورة وبعض من الملاهى الليلية، خاصة و أن عز كان لاعبًا ماهرًا على آلة الدرامز  .

ولكن دماغ عز الاقتصادية لم تجعله يكتفى بالعمل مع الفرقة الموسيقة فحسب ومنها اتجه إلى العمل فى تجارة الحديد من خلال إنشاء دكان صغير للتجارة فى الخردة بمنطقة السبيتة وهى  معقل تجارة الخردة فى القاهرة، ومن هنا بدأت قصة سيطرة"عز" على تجارة الحديد فى مصر حتى أصبح رئيس  مجموعة شركات عز الصناعية والتي تضم شركة عز الدخيلة للصلب بالإسكندرية والتي كانت تعرف سابقاً قبل شراء أحمد عز لها باسم شركة الأسكندرية الوطنية للحديد والصلب والتى حصل عليها بالتلاعب بعدما امتلك 27% من أسهمها ، وضم لمجموعته أيضًا شركة عز لصناعة حديد التسليح بمدينة السادات، وعز لمسطحات الصلب بالسويس، ومصنع البركة بالعاشر من رمضان، وشركة عز للتجارة الخارجية بالإضافة إلى شركة سيراميك الجوهرة .

واستمر عز فى التوسع فى أملاكه من خلال التلاعب فى البورصة والسيطرة على بعض أملاك الدولة وضم فى الثمانينيات لأملاكه  مصانع العز للسيراميك والبورسلين المعروفة بإسم "الجوهرة" وعدة مصانع لصناعة الصلب في العاشر من رمضان ومدينة السويس .

ولم يٌلهى عز أعماله الاستثمارية عن التواجد على الساحة السياسية حيث بدأ كعضو فى الحزب الوطنى وهو الحزب الحاكم آن ذاك واستطاع بطرقه المعروفه أن يتدرج فى المناصب داخل الحزب حتى  شغل منصب أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي ومن هنا استطاع "عز" أن يستخدم سلطته السياسية التى اكتسبها من قوة الحزب الحاكم وسيطرته على البلاد آن ذاك فى توسيع أملاكه وانتشار اسثماراته وسيطرته على سوق الحديد فى مصر والوطن العربى .

 وكان "عز"  من الأشخاص المسيطرة على الحزب آن ذاك حتى ساءت الأوضاع بالنسبة للحزب وأجبر على تقديم  استقالته في 29 يناير 2011 أثناء اندلاع ثورة 25 يناير رغم أنه كان مقرب من عائلة الرئيس المعزول حسنى مبارك .

و من هنا بدأت القضايا تُرفع ضده بشكل كبير حتى أصدر النائب العام قرار بمنعه من السفر خارج البلاد وتجميد أرصدته فى  3 فبراير 2011  ضمن قائمة طويلة تضم بعض الوزراء في الحكومة المقالة، وفي يوم 18 فبراير أصدر النائب العام عبد المجيد محمود قرار اعتقاله وقضت محكمة جنايات القاهرة يوم الخميس 15 سبتمبر 2011بمعاقبته بالسجن المشدد 10 سنوات حضوريًاو تغريمه مع آخرين   مبلغ 660 مليون جنيه.

ورغم صدور قرار حبس "عز" إلا أن ابنته عفاف والتى سبق لها العمل فى القطاع المصرفى خارج مصر، عادت لمتابعة العمل فى شركات والدها وبدأت العمل بالفعل قبيل اندلاع ثورة 25 يناير بشهور قليلة واستطاعت أن تحافظ على أملاك والدها  .

وكان عز قد كتب شركة "سيراميكا الجوهرة" بإسم ابنتيه  ملك وعفاف وهو ما أثار مشاكل كبيرة فى أموره العائلية خاصة مع زوجته الثانية عبلة وأم ولده خاصة انهالا كانت  تعمل سكرتيرة سابقة له.

وخرج "عز" من سجنه ليجد ممتلكاته تدار بشكل جيد على يدى ابنته وتصدرت شركاته أيضًا صناعة الحديد فى مصر وأطلق حملة إعلانية كبرى ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن بعدما أصدرت  محكمة جنايات القاهرة قرار  بحبسه على ذمة محاكمته فى اتهامه بإهدار المال العام، والاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على 660 مليون جنيه، فى قضية  "تراخيص الحديد"، وتم تأجيل المحاكمة لـ 4 أبريل المقبل وينتظر الشعب المصرى بأكمله هذا القرار وقد أثر بالفعل  على سوق الحديد فى مصر.