رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حزب الوفد .. والعجز السياسي !!

20-1-2018 | 17:46


حســين مرســي

الذين يتباكون على الديمقراطية وعلى ضياع مبدأ تداول السلطة هم للأسف الشديد أول من يضيع تلك المبادئ وتلك الديمقراطية .. وأكبر دليل على ذلك هو الانتخابات الرئاسية القادمة التي نسمع فيها من قوى المعارضة سواء المعارضة الشريفة أو الممولة أن الانتخابات الرئاسية هي مجرد انتخابات صورية وأنها محسومة مقدما للرئيس السيسي لعدم وجود المنافس القوي الذي يمكن أن يكون ندا للرئيس وأن ذلك أمر متعمد لأن النتيجة كما قلنا محسومة مسبقا !


وينسى هؤلاء أو يتجاهلون انهم هم أنفسهم السبب في هذه الحالة فليس ذنب السيسي أن المنافسين ليسوا على المستوى المطلوب .. ولنضرب مثالا بأحزابنا السياسية التي عقمت تماما عن خلق منافس قوى يكون على قدر المسئولية أو المساواة في المنافسة مع شخص الرئيس أو حتى مع أي منافس قوي !


أحزابنا السياسية رغم أنها بعد أحداث يناير تجاوزت المائة حزب لم نجد منها سياسيا واحد له القدرة على المنافسة أو حتى شخص واحد يمكنه أن يخوض تجربة الانتخابات الرئاسية .. ولو كانت كل الأحزاب الثورية التي ظهرت بعد 25 يناير هي في الحقيقة أحزاب لا وجود لها ولا ظهير شعبي لها حتى أكبرها وأغناها وهو حزب المصريين الأحرار وينطبق عليها جميعا المقولة الأشهر في تاريخ الأحزاب المصرية أنها أحزاب كرتونية .. فإن الأمر لم يكن متوقعا من الأحزاب الضاربة في جذورالسياسة والتاريخ المصري ..


وأكبر هذه الأحزاب وأقدمها على السواء بل وأكثرها شعبية هو حزب الوفد الذي يبدو أنه أصبح في خبر كان بعد أن كان وكان .. ذلك الحزب الذي ترأسه يوما ما مصطفى باشا النحاس ثم فؤاد باشا سراج الدين .. وكان وقتها حزب الوفد يتولى تشكيل الحكومة ويحكم .. وحتى وهو خارج الحكومة كان حزبا قويا له رأي وموقف وظهير شعبي لا يستهان به !


أما الآن فلم يعد لحزب الوفد أكبر الأحزاب المصرية على الإطلاق أي وجود ملموس في الشارع السياسي .. لم يعد للحزب نشاط سياسي يفترض أنه نشاطه الأساسي .. وتجلى ذلك بوضوح شديد في الانتخابات الرئاسية التي لم يظهر فيها منافس واحد يمثل حزبا معارضا بما فيها الحزب الأول والأقدم في مصر حزب الوفد !


وسؤالي الآن للسيد رئيس حزب الوفد والهيئة العليا للحزب وكل أعضاء الحزب .. إذا كان الوفد قادرا على جمع توكيلات الترشح للرئيس في أقل من 24 ساعة .. فلماذا لايرشح أحد أعضائه في الانتخابات الرئاسية حتى لاتكون هناك حجة لمعارضي الرئيس أن يهللوا ويملأوا الدنيا صراخا أن الانتخابات صورية .. وأن السيسي ناجح ناجح ..


لماذا لاتشارك الأحزاب بدلا من المشاهدة والمتابعة من أبعد نقطة في الشارع السياسي ؟؟!!


الوضع الحالي في الأحزاب المصرية وعلى رأسها حزب الوفد العريق أن تلك الأحزاب لم يعد لها وجود سياسي أو شعبي وأنها أصبحت بالفعل أحزابا كرتونية لاتسمن ولا تغني من جوع والدليل هو أن تلك الأحزاب لاتشارك في أي فعاليات سياسية ولاتملك رصيدا شعبيا ولا تمتلك القدرة على المنافسة ولا المواجهة في أي انتخابات اللهم إلا الانتخابات البرلمانية سعيا أن يكون للحزب نائب أو أكثر من باب سد الذرائع ليس إلا !


ببساطة شديدة هذه حالة الأحزاب المصرية واولها حزب الوفد الذي أحزن على حاله وما وصل إليه من عجز سياسي يضعه في مرتبة الأحزاب الكرتونية بعد أن كنا نتوقع منه الكثير.. خسارة !