مطالب شعبية بمشاركة حزب الوفد في انتخابات رئاسة الجمهورية.. وسياسيون يؤكدون إمكانية وقدرة الحزب على المشاركة والتواصل مع المواطنين للحشد وجمع التوكيلات في وقت قياسي
خبير سياسي: حزب الوفد يملك من الكوادر البشرية ما يؤهله
لخوض انتخابات الرئاسة
عمار علي حسن: حزب الوفد قادر على خوض انتخابات الرئاسة
سياسي: "يجب أن يحدد حزب الوفد برنامج عمله بالحياة
السياسية وخوضه لانتخابات الرئاسة"
تصدر هاشتاج "أين دور حزب الوفد في انتخابات
الرئاسة"، في مطالبة شعبية من المواطنين بأهمية مشاركة الحزب في انتخابات
رئاسة الجمهورية القادمة، والعودة للعمل في الحياة السياسية بشكل فعال وإيجابي
باعتبار أن الحزب له دور تاريخي طويل على مدار السنوات الماضية منذ أن تم تأسيسه
قديمًا، الأمر الذي أكده عدد من الخبراء السياسيين، موضحين أن الحزب قادر على حشد
المواطنين وخوض انتخابات الرئاسة الراهنة بتقديم مرشح عنهم يستطيع أن يمثل
المواطنين، وذلك بتواصل الحزب مع المواطنين وخاصة فئة الشباب وتقديم الرؤى
والأفكار الخاصة بالحزب دوره في العمل السياسي باعتباره من الأحزاب السياسية
القوية، مؤكدين أن الحزب قادر على حشد المواطنين وجمع توكيلات خاصة بمرشحه في وقت
قياسي إذا تواجدت إدارة للحزب قوية وحقيقية تتولى المسئولية، فضلًا عن العزيمة
والإرادة القوية لخوض الانتخابات.
قدرة الحزب على خوض الانتخابات
قال الدكتور سعيد صادق، الخبير السياسي والاستراتيجي، إن
حزب الوفد والأحزاب القديمة التي ظهرت قبل عام 1952 كان لها نفوذ وسلطة كبيرة، ولكن
بعد هذا العام بدأت تتقلص أوضاعها في مجال العمل السياسي.
وتابع صادق، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن حزب
الوفد بعد ابتعاده عن المشاركة في السباق الرئاسي أصبح يوجه إليه انتقادات كثيرة خلال
الأوانة الأخيرة.
وأوضح، أن حزب الوفد شارك في انتخابات الرئاسة عام 2005 بإعلانه
خوض نعمان جمعة رئيس الحزب للانتخابات آنذاك، بعد أن تم فتح مجال الترشح للعديد من
الجهات للانتخابات، لافتًا إلى أنه خلال هذه الفترة خاض الانتخابات اثنين من حزب الوفد،
والشخص الآخر كان أيمن نور ولكنه انفصل عن الحزب وأسس حزبا جديدا، ولكن عقب ثورة يناير
2011 تم تأسيس أحزاب جديدة من حركات احتجاجية، وبالتالي نتيجة كثرة عددها أصبح ليس
للأحزاب دور قوي في الشارع المصري.
فهل هذا يعني تراجع حزب الوفد إلى حد ما، لا أرى ذلك فهو يملك
من الكوادر الممثلة للحزب وذات الشعبية القوية، لخوض هذا السباق.
إبراز دور الشباب وتغيير الهيئة العليا للحزب
بينما قال الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية،
إن حزب الوفد من الأحزاب القوية في مجال العمل السياسي منذ تأسيسها، ولكنه افتقد القدرة
على استكمال ما بدأه في هذا المجال منذ سنوات، موضحًا أن الحزب أصبح في هذا الوضع نظرًا
لعدم الالتفات لتجديد الكوادر والإدارات المتعاقبة على الحزب والعمل على التواجد والتفاعل
في الشوارع وخاصة مع فئة الشباب.
ولفت حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن لحزب
الوفد دورا تاريخيا في العمل السياسي وخوض انتخابات رئاسة الجمهورية على مدار السنوات
الماضية، مضيفًا أن الحزب يحتاج إلى ساسة كبار قادرين على ملء عيون المواطنين وإقناعهم
بقدراتهم على خوض الانتخابات وكافة المناصب الكبرى في البلاد، وهذه مسئولية كبيرة يحتاجها
الحزب في الوقت الراهن لخوض الانتخابات حاليًا.
وأشار إلى أن تقديم حزب الوفد مرشح لانتخابات الرئاسة في
الوقت الحالي ليس أمرا مستحيلا أو صعبا ولكن ذلك يحتاج إلى مزيد من الإرادة والرغبة
والشجاعة لتغيير الهيئة العليا للحزب لشباب قادرين وطموحين ولديهم أمل ونبل وانحياز
للمواطنين وتجديد لأفكار الحزب بما يتماشى مع الأوضاع الراهنة، معتقدًا أنه بهذه الأمور
يستطيع الحزب خوض الانتخابات والعودة كما كان من قبل.
برنامج عمل الحزب
وفي سياق متصل، قال الدكتور حسام عيسى، الخبير السياسي،
إن حزب الوفد اسم كبير ومن الأحزاب السياسية التي كان لها تأثير كبير في مجال
العمل السياسي والبرلماني في مصر قديمًا، لافتًا إلى أن أزمة حزب الوفد الراهنة أو
بعده قليلًا عن العمل السياسي والمشاركة به وكذلك التواجد في الشارع بشكل قوي بين
الشباب هو غياب عدد من الكوادر أو الأسماء القوية التي كانت تنتمي للحزب وتعبره
عنه وعن أفكاره وآرائه السياسية.
وأضاف عيسى، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن سبب
هذه الأزمة أيضًا يرجع إلى كثرة عدد الأحزاب الموجودة في الوقت الحالي، وخاصة بعد
أن تم تأسيس أكثر من حزب بعد عام 2011، مشيرًا إلى أن الإدارة القوية للأحزاب تجعل
تواجدها قوي ومؤثر في الشارع، فإن حزب الوفد قادر على العودة للحياة السياسية وخوض
انتخابات الرئاسة بوجود قيادة قوية وحقيقية تستطيع أن تتواصل مع المواطنين وخاصة
الشباب ونشر أفكار الحزب.
وشدد على ضرورة التواصل مع المواطنين، لأن الأحزاب
السياسية تستمد قوتها من خلال هذا التواصل، فضلًا عن توضيح الرؤى والأفكار الرئيسية
للحزب، فإن حزب الوفد بات مفتقدًا لهذه الأمور، بالإضافة إلى القيادة الشعبية
القوية والحقيقية التي يحتاجها الحزب، مؤكدًا أن هذا الأمر يؤهل الحزب للانخراط في
الحياة السياسية والمشاركة في انتخابات الرئاسة من خلال مرشح شعبي قوي، وعمل
منافسة قوية فإن تواجد الحزب يرجع لوجود برنامج قوي يعرفه المواطنين كي يستطيعون
دعمه وتأييد مرشحه لانتخابات الرئاسة، فكان حزب الوفد حزب الاستقلال ثم تحول إلى
دعم ومساعدة الفقراء من حيث مجانية التعليم وغيرها، ولكن الآن لم يحدد الحزب
برنامجه.