رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمهاتنا هن المسئولات عن أعمارنا!! خمسة أسباب.. تجعل السيدات أطول عمرا من الرجال

9-3-2017 | 10:21


بقلم – غادة عاشور

حتي وقت ليس بالبعيد كانت هناك حقيقة مسلم بها بين الأطباء تؤكد أن قلوب النساء قد لا تتحمل سماع الأخبار السيئة والقاسية أو رؤية المناظر المرعبة ومشاهد العنف والقتل و تتأثر  سلبا بمعايشة الضغوط النفسية والتوتر العصبى إلا أن دراسات علمية أثبتت أن الحقيقة مختلفة تماما ..
أبحاث تمت فى جامعة ليفربول البريطانية توصلت إلى أن قلوب الرجال تفقد حوالى ربع قوتها وقدرتها على ضخ الدم بين الـ  18 إلى 80 عاماً، أما قلوب النساء فتبقى فتية وقوية حتى عند التقدم فى السن.
وذكر الباحثون أن حياة النساء البريطانيات أطول بحوالى خمس سنوات من الرجال.
الدكتورة منى ثابت أستاذ أمراض القلب والباطنة والسكر بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة  تقول : هناك العديد من العوامل التى تؤثر سلباً أو إيجاباً فى صحة قلوب النساء منها العوامل الوراثية والعوامل النفسية والانفعالية وبعض السلوكيات والعادات الغذائية وأنماط الحياة اليومية التى تختلف بالطبع من سيدة لأخرى سواء كانت عاملة أو ربة بيت.
وتضيف: لا يجب أن نغفل العوامل البيئية فالمرأة  فى الريف تختلف عنها   فى المدينة، فهي فى الريف أوفر صحة وأحسن معيشة من حيث خلو الجو من الملوثات الصناعية ودخان المصانع وعوادم وسائل النقل والمواصلات والسيارات التى تزدحم بها المدن الكبرى، وهذه  الملوثات تشكل خطورة على صحة الجهاز التنفسى والدورى بل والعصبى أيضاً، فضلا عن ضغوط وأعباء الحياة .
وتابعت: على المرأة إذا أرادت الحفاظ على صحة قلبها وقوته وكفاءته مع تقدم العمر أن تعيش فى بيئة صحية ونقية بعيدة عن أنواع التلوث (الهوائى والمائى والغذائى) وتحافظ على ضغطها الطبيعى بالإقلال من الموالح والأملاح والابتعاد عن الانفعالات والعصبية الزائدة والقلق المستمر وتواظب على اتباع نظام غذائى صحي وخال من الدهون والكوليسترول  حتى تتجنب الجلطات وقصور الشريان التاجى وتصلب الشرايين وانسدادها، وكذلك الاهتمام بالنشاط الرياضى المعتدل والمناسب دون إرهاق، حيث يكون جزءاً من نشاطها اليومى ولو بأبسط أنواع الرياضة وهى «المشى السريع» لمدة نصف ساعة على الأقل مع الابتعاد نهائياً عن التدخين السلبى أو الإيجابى.
الهرمونات الأنثوية..حائط الصد المنيع
تتمتع النساء فى العشرينات وحتى أواخر الأربعينات وهى فترة الخصوبة بصحة جيدة وندرة حدوث أية أزمات صحية أو قلبية خطيرة مقارنة بالرجال في نفس السن والمعرضين  للكثير من الاعتلالات والأزمات القلبية المفاجئة يقول  الدكتور هانى شحاتة أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بكلية طب قصر العينى: مرجعا ذلك  إلى طبيعة جسم المرأة الذى يفرز مجموعة من الهرمونات الأنثوية أهمهما الإستروجين والبروجيستيرون اللذان يمثلان حائطاً صداً قوياً وعامل وقاية فعال ضد الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأضاف: تبين من خلال الفحوصات التى تجرى على السيدات فى تلك المرحلة العمرية انخفاض ضغط الدم فى الغالبية العظمى منهن  مقارنة بالرجال فى  السن نفسها وهذا فى حد ذاته يعتبر عاملاً وقائياً آخر يضاف إلى نسبة الهرمونات الأنثوية فى الدم.
 وتابع: الأمر يختلف لاحقا، حيث أثبتت الدراسات أن كثيراً من السيدات عند وصولهن إلى سن (الأمان) وهو سن انقطاع الدورة الشهرية يصبن  بأمراض وأزمات صحية فى القلب والشرايين والأوعية الدموية نتيجة لنقص هرمونات الأنوثة، وخصوصاً الإستروجين، إلى جانب بعض العوامل الأخرى التى تؤثر تأثيراً سلبياً على صحة المرأة كالسمنة والضغوط النفسية والعصبية.
وينصح الدكتور شحاتة بالحذر من الضغوط والانفعالات السلبية الضارة بصحة المرأة والاستمتاع بكل ما هو صحى ومفيد فى الحياة عضوياً ونفسياً والالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
فروق واضحة فى التكوين الجسمانى بين الرجال والنساء سواء فى نسبة الدهون أو العضلات وتوزيعها بالجسم يرصدها الدكتور عمرو مطر أستاذ التغذية العلاجية بكلية طب القاهرة قائلاً: الدهون فى جسم الرجل تأخذ شكل التفاحة بينما الدهون المتراكمة فى جسم المرأة تأخذ شكل الكمثرى وتعتبر حماية لها فى فترة (الحمل والإخصاب) هى والجنين، ومن السهل تكوين الكرش فى الرجال نتيجة تراكم الدهون بمنطقة البطن ، وعند ممارسته الرياضة فى سنوات الصبا والشباب يكون معدل حرق الدهون والسعرات الحرارية لديه أعلى من المرأة إلا أنه مع تقدم العمر يتكاسل ولا يواظب على أداء التمرينات الرياضية أو أى نشاط رياضى معين، فتتراكم الشحوم والدهون مكان العضلات لديه ويكون أكثر تعرضاً لأمراض ضغط الدم المرتفع وزيادة الكوليسترول فى الدم ومن ثم انسداد بعض شرايين القلب وتصبح حياته مهددة بالانتهاء سريعاً.
ويضيف: النساء لديهن القدرة على الالتزام بنظام غذائى صحى ومتوازن والقدرة أيضاً على اتباع الإرشادات الغذائية بصورة منتظمة عن الرجال، وهن يتميزن بدرجة عالية من الالتزام بأى برنامج غذائى يفوق التزام الرجال، نظراً لأن لديهن سعة صدر وطول بال ونفس أطول من الرجال فى الوصول إلى الهدف، كما أن العادات الغذائية تختلف فى السيدات عنها فى الرجال، فنلاحظ أن حوالى 84% من الرجال يتناولون الأغذية السريعة الجاهزة “الفاست فود” أكثر  من السيدات و هو غذاء غير صحى ويسبب السمنة والكوليسترول وهم فى الوقت نفسه اعتادوا على التهام الوجبة السريعة كاملة حتى لو كانت كبيرة الحجم بعكس النساء اللاتى غالباً لا يستطعن إكمال الوجبة السريعة، كما أن المرأة تنظر للرياضة باعتبارها وسيلة مهمة لإنقاص الوزن والتخلص من السمنة البغيضة التى تشوه قوامها فتحرص على الانتظام فى ممارستها ،  سواء فى النوادى أو صالات الجيم ونتائجها تكون فى النهاية إيجابية ورائعة بخلاف الرجل الذى يهتم بالرياضة لفترة معينة ثم لا يلبث أن ينشغل بالعمل أو الدراسة أو بالسفر... إلخ، هذا فضلاً عن أنه يشعر بالملل سريعاً ولا يطيق الالتزام أو الانتظام بجدول أو برنامج رياضى طويلاً، أما فيما يتعلق بالشجاعة فى اتخاذ قرار إجراء العمليات الجراحية لإنقاص الوزن فبالطبع تتفوق المرأة على الرجل فى مثل هذا القرار بينما يقلل فيه الرجال من أهمية مثل هذه العمليات ولا يسارعون إليها إلا بعد حدوث المضاعفات الصحية والإصابة بالعديد من الأمراض التى تصل بهم إلى الوفاة.
العوامل الوراثية والبيئية
الزيادة الملحوظة فى عمر المرأة ترجع إلى عدة عوامل وراثية وأخرى بيئية، وهناك عوامل تتعلق بأسلوب المرأة فى الحياة وهو ما يطلق عليه «لايف ستايل» فهى أقل توتراً وعصبية من الرجل.
ويتابع الدكتور أحمد درويش استشارى الأمراض الوراثية بكلية طب جامعة القاهرة رصده للظاهرة قائلاً: المرأة أكثر صبراً على تقلبات الحياة وضيق العيش وقد أشارت بعض التقارير الحديثة إلى أن الصبر والمثابرة والمرونة والصلات الاجتماعية وصلة الرحم والصلاة تحمى النساء من الموت المبكر بعكس الرجال الذين يرحلون  مبكراً بسبب العصبية وقلة الصبر وسرعة الغضب والانفعال والنرفزة والعنف والتشدد والعدوانية وكبت المشاعر، وهناك أسباب كثيرة أخرى تؤدى إلى موت الرجال مبكراً لعل أهمها الحروب والتورط فى أعمال العنف التى أصبحت سمة هذا العصر
ويضيف: هناك بعض الأمراض الوراثية نستطيع القول إنها نادرة نسبياً تصيب الذكور فقط دون الإناث  أشهرها مرض ضمور العضلات وزيادة السيولة فى الدم المعروف باسم (الهيموفيليا) وبما أن ضغوط الحياة تشكل عبئا كبيراً على الرجال، فهى تعتبر من العوامل البيئية المؤثرة على صحتهم، ولكن المرأة وعلى الرغم من تعرضها لضغوط حياتية قد تكون مماثلة فإنها تكون أكثر حماية من تأثير هذه الضغوط بسبب أنها تحمل زوجين من الكروموسومات (XX) فى خلاياها بشكل دائم تجعلها الأكثر استقراراً وحماية من الأمراض مقارنة بالرجل الذى يحمل كروموسومات (Xy)، وبما أن النساء يمتلكن نسخاً مزدوجة من كل جين من الجينات الوراثية فيصبح لديهن احتياطى فى حال اختلال عمل أحدهما هذا فضلاً عن هرمون (الإستروجين) الأنثوى والمعروف بإكسير الشباب لدى النساء، حيث إنه مضاد للتأكسد و يزيل المواد الكيماوية السامة التى تسبب إجهاد الخلايا.
ويتابع: تأثير العامل الوراثى يبلغ  35% فقط فى موضوع طول العمر بالنسبة للسيدات، كما أن الجينات الوراثية لا يمكن تغييرها لأن الإنسان يولد بها بعكس أسلوب الحياة الذى يمكننا تغييره إلى الأفضل، وبالتالى فتناول الطعام الصحى وممارسة الأنشطة الرياضية وتجنب الضغوط النفسية والعصبية المختلفة يمكن أن يساعد فى إطالة العمر وإبعاد الأمراض المميتة، وقد توصل العلماء فى بريطانيا واستراليا إلى حقيقة علمية مفادها أن الإنسان يتلقى جينات معينة من أمه تحدد عمره ولا دخل للأب فى هذه العملية الجينية المهمة.