رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«واشنطن بوست»: الاستراتيجية الأمريكية في سوريا مهددة بالفشل بعد هجوم عفرين

27-1-2018 | 19:38


رأت "واشنطن بوست"، في تقرير، أن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بشأن سوريا مهددة بالفشل بسبب المواجهات بين حليفتيها: تركيا والأكراد.

وذكر التقرير -الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أن هجوم تركيا الأخير على الميليشيات الكردية في سوريا كشف عن عيوب السياسة الجديدة التي وضعتها الإدارة الأمريكية لسوريا، موضحا أن الهجوم وضع خطط واشنطن محط تساؤل، لا سيما في ما يتعلق بالاحتفاظ بوجود عسكري في سوريا دون خوض نزاع أوسع.

وبدأ الجيش التركي، بالاشتراك مع مسلحين سوريين قبل أسبوع، عملية عسكرية استهدفت منطقة عفرين في محافظة حلب الواقعة شمال سوريا قرب الحدود مع حلب، والتي يسيطر عليها الأكراد، وذلك بعد يومين من إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، استراتيجية جديدة لسوريا تتعهد بموجبها الولايات المتحدة بالحفاظ على وجود قواتها في شمال شرق سوريا.

ونقل تقرير "واشنطن بوست" عن خبراء قولهم إن تركيز الولايات المتحدة على تقديم الدعم العسكري للأكراد السوريين الذين يواجهون تنظيم "داعش" الإرهابي لطالما كان حافلا بالتناقضات، مشيرا إلى أن تلك الأزمة الأخيرة تبرز الآن على السطح مع تركيا، حليفة الولايات المتحدة وعضو حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع شن أنقرة حملة على الحليف الأبرز لواشنطن في سوريا (الأكراد).

وانطلقت العملية العسكرية التركية رغم مطالبة الولايات المتحدة لتركيا بعدم شنها، ووسط قلق مسؤولين أمريكيين على قوات أمريكية في منبج، بينما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تريد إنشاء "جيش من الإرهابيين" على الحدود التركية- السورية، بعد إعلان الولايات المتحدة عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل أغلبهم من الأكراد.

ومن جانبه، قال نوح بونسي محلل الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية: "هذا يبرز الصعوبة الجوهرية لاستراتيجية الولايات المتحدة التي تتطلب الاحتفاظ بتحالفات نشطة مع وجود قوتين في حالة حرب مع بعضهما البعض. لم تكن هناك أبدًا إجابة عن ذلك، ولن تكون هناك إجابة".

ولفت التقرير إلى أنه منذ بدء هجوم عفرين، سعت واشنطن إلى الوصول لتوازن بين أصدقائها المتناحرين، معترفة بصحة المخاوف الأمنية لتركيا، في الوقت الذي تدعو فيه حلفاءها في تركيا إلى تحديد نطاق الهجوم بمنطقة عفرين، لتقليل عدد الضحايا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجيش السوري الحر قد أعلنا اعتزامهما أن تشمل العملية العسكرية الجارية مدينة منبج السورية أيضًا في وقت لاحق، بينما أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها إزاء ذلك الأمر.

وخاضت تركيا على مدى عقود حربا داخل أراضيها ضد المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني، المُصنَف من جانب الولايات المتحدة وتركيا منظمةً إرهابية، والمُتحالِف مع وحدات حماية الشعب، الحليف الأمريكي الذي يفرض سيطرته على عدة مناطق داخل سوريا على الحدود التركية. وتصاعدت حدة التوترات خلال السنوات الأخيرة مع تخوف الأتراك من المساعي الانفصالية للأكراد في تركيا وسوريا والعراق.

وتعتبر السلطات التركية أن "وحدات حماية الشعب الكردي" السورية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني التركي.