أكد بول كاجامي رئيس رواندا الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٨ ، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية في أديس أبابا ، على أهمية أن تولي القارة الأفريقية اهتماما خاصا بشباب دول القارة بما يؤهلهم بتولي مهمة المساهمة الإيجابية والفعالة لتحقيق طموحات القارة في خلق مسارات للتنمية والرخاء.

كما أكد بول كاجاميالى على ضرورة العمل على إنقاذ أفريقيا من تحديات كبيرة تعرضت لها في الماضي ، وذلك من خلال خلق السوق الأفريقية الموحدة والعمل على إدماج اقتصادها بالتكنولوجيا وتكامل البنية التحتية فيما بينها ، إلى جانب الإصلاح المالي والإداري ، مشيرا إلى أن من أهم نقاط القوة داخل أفريقيا ـ التي سيتم البناء عليها لتحقيق التقدم ـ هو حرص دولها على تحقيق الوحدة التي ستكون نقطة انطلاق لتحقيق خططها المشتركة على المستوى القاري ، خاصة وأن سائر الدول الأفريقية حريصة على أن تكون جزءا من أفريقيا القوية.

وأوضح أن لدى أفريقيا أجندة حتى عام ٢٠٦٣ من أجل بناء ثروتها من الداخل ، معلنا أنه سيتم خلال هذا العام الإعلان عن أفريقيا الموحدة للنقل الجوي واعتماد منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية ، إلى جانب الالتزام بالقضاء على العراقيل التي تواجه طريق القارة نحو تحقيق التقدم.

وقال ألفا كوندي " إنني وصلت إلى نهاية فترة ولايتي ، وأشكركم على الدعم الذي قدمتموه لي ، وآمل أن نعمل معا ونتحدث بصوت واحد حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا ، لقد قمنا بجهود أيضا داخل الإتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية".

وأشاد بكل رؤساء وقادة دول الإتحاد الأفريقي على كل ما قدموه من دعم ، ولإثيوبيا نظرا لجهودها في استضافة القمم الأفريقية ، وأكد الالتزام بجعل أفريقيا متميزة ، وقال إنه لاحظ المكانة الطيبة التي أصبحت أفريقيا تتبوأها في العالم ، الأمر الذي جذب إليها كثيرا من الاستثمارات العالمية.

وأكد أنه من الضروري أن تواجه أفريقيا مشكلاتها بنفسها بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تنشأ عنها مشاكل ، وأشار إلى أن أفريقيا تسعى لخلق فرص عمل وحياة كريمة للشباب ، ومواجهة الهجرة غير المشروعة ، وأوضح أنه لو تمكنت الحكومات الأفريقية من توفير فرص عمل للشباب لما فكروا في الهجرة بعيدا عن بلادهم ، ودعا إلى التكاتف لمواجهة أعمال العنف والإرهاب ، وتحسين الأوضاع الصحية ، وتفعيل منطقة للتجارة الحرة على مستوى القارة الأفريقية ، مشيرا إلى أن حجم التجارة والاستثمار في أفريقيا سيزداد مع تفعيل منطقة التجارة الحرة.

وقال رئيس رواندا الرئيس الجديد للإتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٨ إنه على الدول الأفريقية أن تحقق الاكتفاء الذاتي والاستقلال المالي ، وأكد أن عملية الإصلاح ستتم وستسمح للدول الأفريقية بمزيد من التعاون والتضامن وبناء الثقة مع الشركاء ، خاصة الشركاء الذين لا يملون علينا الشروط.

وأضاف أن القارة الأفريقية ما زالت مسرحا للصراعات على الرغم من الجهود المبذولة لحلها ، وأكد التزام الدول الأفريقية بمكافحة الفساد ، وقال إنه يجب أيضا إسكات الأسلحة في أفريقيا بحلول عام ٢٠٢٠ وإتاحة السلام والأمن بها ، وأضاف أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أفريقيا لم تفعل الكثير، ولذلك يجب أن تكون لدينا قوات حفظ السلام في أفريقيا " ، مشيدا بفعالية مصر في هذا المجال ، ودعا إلى إقامة جبهة أفريقية موحدة لمواجهة كل هذا الأزمات.

ووجه رئيس زيمبابوي الشكر لقادة الإتحاد الأفريقي على دعمهم لبلاده خلال الفترة الانتقالية التي وصفها بأنها مرت بسلام.

وقال رئيس ليبيريا المنتخب إنه يأمل في تحقيق تطلعات الشعب الليبيري ، وأيضا التعاون مع القادة الأفارقة في مواجهة التحديات التي تواجهها القارة ، ووجه الشكر للقادة على انتخاب ليبيريا عضوا في مجلس السلم والأمن الأفريقي ، وأكد أنه ستتم الاستفادة من المناقشات الجارية في القمة ، خاصة ما يتعلق بمكافحة الفساد ، وانه يتعين علينا أن نعزز قدراتنا في هذا المجال.

وأشار إلى أن الفساد لا يهدد فقط الحياة الاقتصادية وإنما أيضا السلم والأمن في القارة ، ودعا إلى تعزيز الوعي في المجتمعات الأفريقية للقضاء على آفة الفساد.

وقال رئيس بنين " إنني أعرب عن تمسكنا ودعمنا للدور الذي تقوم به منظمتنا لخدمة القضايا الأفريقية والسلم في أفريقيا والعالم ، حتى يتسنى لقارتنا أن تحقق التقدم والتنمية " ، ودعا الجميع إلى بذل مزيد من الجهد لإعطاء الفاعلية للإتحاد الأفريقي.